وَلُّوا المَدِينَةَ وَجْهَكُمْ وَدَعُونِي – خليل مطران

وَلُّوا المَدِينَةَ وَجْهَكُمْ وَدَعُونِي … أَنَا فِي هَوَايَ وَعُزْلَتِي وَجُنُونِي

عُودُوا إِلَى البَلَدِ الأَمِينِ وَغَادِرُوا … بَلَداً لِبُعْدِ النَّاسِ غَيْرَ أَمِينِ

عُودُوا إِلَى حَيْثُ النَّمَائِمُ وَالأَذَى … وَالعَيْشُ بَيْنَ وَسَاوِسٍ وَظُنُونِ

حَيْثُ الرَّذَائِلُ فِي مَرَافِلِ عِزَّةٍ … حَيْثُ الفَضَائِلُ فِي غَلائِلِ هُونِ

حَيْثُ الضِّيَافَةُ للنَّزِيلِ المُرْتَجَى … مَا شَاءَ حَتَّى العِرْضِ حَتَّى الدينِ

حَيْثُ التِّجَارَةُ بِالوِدَادِ وَبِالقِلَى … وَبِكُلِّ رَأْيٍ فِي الحَيَاةِ أَفِينِ

حَيْثُ المَصُونَ هُوَ الحُطَامُ المُقْتَنَى … وَعَفَافُ ذَاتِ الخِدْرِ غَيْرُ مَصُونِ

حَيْثُ المُسِيءُ إِلَى أَخِيهِ بِمَنِّهِ … طَاوِي الضُّلُوعِ عَلَى نَدىً مَمْنُونِ

حَيْثُ الفَتَى كَالشَّيْخِ يَحْنِي رَأْسَهُ … وَيَرَى الحَقِيقَةَ رُؤْيَةَ التَّخْمِينِ

بَادِي الهُمُومِ وَلا هُمُومَ وَإِنَّمَا … هُنَّ البَقَايَا مِنْ طِلاً وَمُجُونِ

تِلْكَ الحَضَارَةُ لا أُحِبُّ خِلافَهَا … وَأَرَى مَحَاسِنَهَا شِبَاكَ فُتُونِ

مَاذَا دَهَانِي فِي اخْتِبَاري أَهْلَهَا … مِنْ كِذْبِ آمَالِي وَصِدْقِ عُيُونِي