وَرَوْعاءِ الْمَسَامِعِ ما تَمَطّتْ – محمود سامي البارودي

وَرَوْعاءِ الْمَسَامِعِ ما تَمَطّتْ … بِحَمْلٍ بَيْنَ سَائِمة ٍ مَخَاضِ

خَرَجْتُ بِها عَلَى الْبَيْدَاءِ وَهْناً … خُرُوجَ اللَّيْثِ مِنْ سَدَفِ الْغِياضِ

تُقَلّبُ أَيْدياً مُتَسَابِقاتٍ … إِلى الْغَايات كَالّنْبِل الْمَواضى

مَدَدتُ زِماَمَها والصُبْحُ بَادٍ … فَمَا كَفْكَفْتُهَا وَاللَّيْلُ غَاضِي

فَمَا بَلَغَتْ مَغِيبَ الشّمس حَتّى … أَضَافَتْ آتِياً مِنْهُ بِمَاضِي

أَحَالَ السّيْرُجرّتها رَمَاداً … فَراحَتْ وَهْيَ خَاوِيَة ُ الْوِفَاضِ

وَمَا كانتْ لِتسْأَمَ ، غيْرَ أَنى … رَمَيْتُ بِها اعْتِزامِي واعْتِراضِي

هَتَكْتُ بِها سُتُورَ اللَّيْلِ حَتَّى … خَرَجْتُ مِنَ السَّوادِ إِلَى الْبَياضِ