واللهُ لا نالهُ مما أنا سيدٌ – محيي الدين بن عربي
واللهُ لا نالهُ مما أنا سيدٌ … من المعارفِ والزُّلفى ولا لبدُ
ولا تعينُ في شيءٍ يكونُ لنا … ولو يعيشُ الذي قدْ عاشَهُ لبدُ
لله قومٌ لهم علمٌ ومعرفة ٌ … وهم عليه إذا يدعوهمُ لبد
عميٌ وأبصارهم بالنور ناظرة ٌ … لو يشهدونَ الذي شهدْتُهُ شهدوا
لا يشهدونَ وإنْ قامتْ حقائقهمْ … بهم معاينة من ربهم شهدوا
إنَّ العبيدَ الذينَ الحقُّ عينهم … لنفسهِ واصطفاهمْ كلهم عبدوا
جلالهُ واستمروا في عبادتِهِ … ولو تجلى لهمْ في عينهم عبدوا
ولا ترددُ فيهِ من ترددهُ … إلا رجال به من نفسهم عبدوا
من أجله قام بي ما يشهدون به … المسكُ والندُّ والتخليقُ والجسدُ
وإنني لتجليهِ إذا نظرتْ … عين المحققِ في ذاتي له جسد
لما تعينَ مني ما اتصفتُ بهِ … لذاكَ قامَ بمنْ يدري بهِ حسدُ
دنوا من الحضرة ِ العلياء حين بدتْ … أعلامُ صدقِهِمُ منهمْ وما بعدوا
إن أسدلتْ حجب الأغيارِ ودونهمُ … أبقاهمُ وبرفعِ الستر قد بعدوا
لله قومِ غزاة ٌ ما لهم عددٌ … وإنَّ أسماءَه الحسنى هيَ العددُ
مقدَّم العسكر الجرّارِ سيدهم … وهمْ كثيرونَ لا يحصى لهمْ عددُ
إن ينصروا اللهَ ينصرهمْ بهمتهِ … ومن خواطرهم يأتيهم المدد
تاهَ الزمانُ فلمْ يظفرَ بحصرهمُ … وما حواهم فلم تقطعهم المدد
لمَّا تعرضَ لي منْ كنتَ أحسبهُ … معي ومستندي لم يبق لي سند
منْ كانَ أسماؤه الحسنى له سنداً … معنعناً في ترقيه علا السند