رأيتُ ذكوراً في إناثٍ سواجرٍ – محيي الدين بن عربي
رأيتُ ذكوراً في إناثٍ سواجرٍ … ترآأين لي ما بين سلع وحاجرِ
فخاطبتْ ذكرانا لأني رأيتهمُ … رجالاً بكشفِ صادقٍ متواترِ
وكنَّ إناثاً قد حملن حقائقاً … من الروح القاءً لسورة غافر
وبعلهمُ الروحُ الذي قد ذكرتُهُ … وأنهمُ ما بينَ ناهٍ وآمرٍ
هم العارفون الصمُّ ردماً ولا تقل … بأنَّ الذي قدْ جاءَ ليسَ بخابرِ
وما خصَّ نوعاً دونَ نوعٍ لأنهُ … رأى الأمر يسري في صغير وكابر
ولا تمترِ فيما أقول فإنني … وقفتُ على علمٍ منَ البحرِ زاخرِ
تحسينهُ ماءً فراتاً وإنَّه … لمِلحٌ أُجاجٌ في السنين المواطرِ
فمنْ كانّ ذا فكرٍ تراه محيراً … ومَن كان ذا شرعٍ فليس بحائر
تمنيت أن أحظى برؤية ِ مؤمنٍ … صَدوقٍ من الفتيانِ ليس بكافرِ
وذاك الذي يأتي بصورة تاجر … مليّ من الأرباحِ ليس بخاسر
فلم أر إلا خالعاً ثوبَ ماجنٍ … ولم أر لابساً زيّ شاطر
تنوعتِ الأشياءُ والأمرُ واحدٌ … وما غائبٌ في الأخذ عنه كحاضر
إذا صحَّ غيبُ الغيبِ ما لأمر حاضر … يشاهده قلبي وعقلي وناظري
تناولتُه منه على حين غفلة ٍ … من الكونِ لمْ يشعرْ بهِ غيرُ شاعرِ
فنظمتهُ فيهِ مديحاً منزهاً … ونَثراً علا قدراً على كلِّ ناثر