رأيتُ جارية ً في النومِ عاطلة ً – محيي الدين بن عربي
رأيتُ جارية ً في النومِ عاطلة ً … حسناءَ ليسَ لها أختٌ منَ البشرِ
ترنو إليّ بعينٍ كلها حَوَر … فمتُّ وجداً بها من ذلكَ الحورِ
لمَّا نظرتُ إليها وهيَ تنظرني … فنيت حبالها من لذة ِ النظرِ
وقلتُ للنفسِ يا نفسُ انظري عجباً … هذا الخيالُ فكيف الحس يا بصري
انظر إلى لطفهِ وحسنِ صورتِه … بالفاء لأبالي منْ حضرة ِ الفكرِ
ولتعتبرهْ وجوداً لمْ يقم عدمٌ … به ولا ندمٌ من صورة ِ البشر
فإنها جنّة ُ المأوى لساكنها … وجنة ُ الخلدِ لا منْ جنة ِ النظرِ
وتلكَ جنة ُ عدنٍ والكثيبُ بها … معَ الذي يحتوي عليهِ منْ صورِ
هذي المعالي التي الأفكارُ تطلبها … وهيَ التي نالَ أهلُ الكشفِ بالنظرِ
فأين غايتهم فيما ذكرت لكم … هذي الروائح من مسك لهم عطر