حيَّا ليَ الباري صفيَّ مودَّة ٍ – حيدر بن سليمان الحلي
حيَّا ليَ الباري صفيَّ مودَّة ٍ … قد لذَّ لي ولهُ قديماً كاسُها
ما زالَ يفتِل حبلَه ما بيننا … بالوصلِ حتى استحصدت أعراسها
وكأنَّ بعض حواسدي، وأعيذه … بالله، وَسوسَ عنده خَنَّاسُها
فنهى ولكن عن حقوقِ مودَّة ٍ … لم يغدُ منتقِضاً عليَّ أساسُها
يا من غرستُ له المودَّة في الحشا … وعلى الصفاءِ نَمت له أغراسها
أنُتم دعاة ُ اللهِ سادة ُ خلقِه … أُمناءُ ملّة ِ دينه حُرّاسها
ومطهَّرون من الخبائثِ كلَّها … أبداً فليس تمسُّكم أدناسُها
ومبجَّلون فما تطاولتِ الورى … وحضر تُم إلاّ وُطأطِاَ رأسها
وأرى الكرامَ معادِناً فلجُينُها … وأبيك أنت وما سواك نحاسها
ولأنتَ نعم مناخُ وافدة ِ المُنى … وأبرُّ من شُدَّت له أحلاسها
تلك الخلايقُ أين جامِعُ بشرها … كانت تفرّقُ وحشتي إيناسها
تلك المكارمُ أين هامعُ قطرها … ما زالَ يُخضب ساحتي رجّاسها
عجباً دعوتُك والخطوبُ تلوكني … وعلى حشاشتي إلتقت أضراسُها
فصرفت فهمك عن خطاب ألوكتي … تبدي الغموضَ بها وأنت أياسها
نزعت برغبتها إليك فلم يكن … من غير خجلتها لديك لباسها
نَشرَت وسائَلها إليك مع الرجا … فلأيّما سببٍ طواها ياسها
وَجبهَتهَا بالردِّ حتّى أنّها … لتكادُ تضرمُ مهجتي أنفاسها
عينٌ رعيت بها هواي فحقبة ً … لم أدرِ عين الدهر كيف خلاسها
ما لي انبِّهها لتلحظَ خلّتي … ومن الجفاءِ لها يطيبُ نعاسها