جلجامش – فواغي صقر القاسمي
جلجامش…
هل أناديك إلها….
فأقف خاشعة بين يديك ..
أم أناديك عاشقا بشريا…
فتسقط بين يدي صريع هوى …
رحلت بعيدا و أنت تبحث عن الخلود …
هل أدمتك الشجرة الملعونة في أعماق اليم الشيطاني
هل تقطعت أنفاسك لاهثا تبحث عن سر الخلود ….
.
أه ٍ جلجامش …
أنكيدو عرف سره فرحل من كوكبك …
ليخلد في الخلود ذاته ….
و أنت رحلت تائها…
ولم تعرف سر وجودك …ولا سر رحيلك ….
هناك …
حيث انتقام الأنثى … عشتار ….
عشتار الآلهة …
عشتار العاشقة ….
عشتار الغاضبة ….
تركت لبابل ملحمة خلود….
هزمت الفـََرَسَ و الفارس …
الحكمة و الحكيم …
الصديق و الوحش …
وهزمتك أفعى
فهل استوعبت الدرس
أنت لا تستطيع أن تتحدى الأفعى …
فهل أدركت تقاسيم نواميس الكون
.
أيتها الأفعى المنتقمة ….
سمك عسل ..
و جلدك سندس و استبرق ….
يندفع إليك جبابرة الشهوة …
فتلتفين عليهم بحبائل دهائك …
وتبقين المتربعة على عرش الغريزة …
و الذكاء و الخديعة …
حيث لا وجود للبلهاء …
ولا لذكورية الأغبياء …
فمقياس الشجاعة مقرون بمقدار الإغواء …
.
فهل استوعبت الحكمة يا جلجامش