تَغَنَّى الْحَمَامُ، وَنَمَّ الشَّذَا – محمود سامي البارودي

تَغَنَّى الْحَمَامُ، وَنَمَّ الشَّذَا … ولاحَ الصَّباحُ ، فيا حبَّذا

وما زالَ يرضَعُ طفلُ النباتِ … ثُدِيَّ الْغَمَامَة ِ حَتَّى اغْتَذَى

فقُم نغتنمِ صفوَ أيامنا … وندفَعُ بالرَّاحِ عنَّا الأذى

فَمَا بَعْدَ عَصْرِ الصِّبَا لَذَّة ٌ … ولا مثلُ صفوِ الحميَّا غِذا

تَذُودُ عَنِ الْقَلْبِ أَحْزَانَهُ … وَتَنْفِي عَنِ الْعَيْنِ شَوْبَ الْقَذَى

وتجلو الظلامَ بلألائها … كأنَّ بأيدى السقاة ِ الجُذا

إِذَا مَا احْتَسَاهَا كَرِيمٌ هَدَى … وإن عبَّ فيها لئيمٌ هذى

فَدَعْ مَا تَوَلَّى ، وَخُذْ مَا أَتَى … فَلَنْ يَصْلُحَ الْعَيْشُ إِلاَّ كَذَا