بستاننا في أراضي النير بين سقى – عبدالغني النابلسي

بستاننا في أراضي النير بين سقى … رياضك الغيث منهلا ومندفقا

يا سعد أيامنا فيه وقد عبقت … روائح الزهر تحكى العنبر العبقا

والوقت صاف وما في صفوه كدر … ونال قلبي مقام القرب مستبقا

هي الشخوص تقادير الوجود بدت … في نوره باطل بالحق قد زهقا

ونحن فيه بإنس القرب ليس لنا … من وحشة مثل معشوق ومن عشقا

قامت معارجنا فيه على درج … من التجلي الإلهي جلّ من رزقا

والوجه يشرق من خلف الحوادث لي … بفيض علم مبين فيه سرّ بقا

الله أكبر هذا كله أثر … مقدّر عدم فيه الوجود رقا

وجود حق إذا أكوانه رمقت … في وجهه الحق لم يترك لها رمقا

وإن بدا خفيت في نوره وإذالا تستطيعُ لهُ الأكوانُ تحضرُ مَعْ حضوره إذ هُما ضدّانِ ما اتفقا … بدت ففيها اختفى لا تدرك الشفقاسقط بيت ص

لولا تحليه بالأفعال ما عقلت … عقولنا إنه الحق الذي خلقا

لكننا نتراآه بأعيننا … من خلف تقديره المعدوم وقت لقا

كم أمة قبلنا كانت تشاهده … من غير علم به عن قيدها انطلقا

لو أنهم بفنا أكوانهم علموا … لعاينوا وجهها المكشوف قد برقا

لكنها أغفلتهم عن محاسنها … فابصروا سترها الفاني الذي انمحقا

ولم يزالوا على ما هم عليه إلى … إن تمّ تقديره ذاك الذي سبقا