الأمرُ أسماءٌ لهُ ونعوتُ – محيي الدين بن عربي

الأمرُ أسماءٌ لهُ ونعوتُ … وصفاتُ معنى ما لهنَّ ثبوتُ

ظهرتْ بآثارٍ لها في خلقهِ … وعلى التحقيقِ أنَّهُنَّ نعوتُ

وردتْ بها الآياتُ في تنزيلهِ … فنعيش في وقت بها ونموتُ

حتى يقولَ بأنَّهُ عينُ الأنا … ويقولُ وقتا ليسنى فيفوت

إني لأطلبُ رزقهُ في أرضِهِ … لما علمتُ بأنه سيفوت

ولذلك اسم الحقِّ بينِ عبادِه … معطٍ ووهّابُ اتى ومقيت

والله ما نطقتْ به آياتُه … إلا بجمعٍ ما لهُ تشتيتُ

ما أثبتَ التشريكَ في اسمائِهِ … إلا جهولٌ بالأمورِ مقيتُ

جلَّ الإلهُ الحقُّ عنْ إدراكِ منْ … قامَ الدليلُ بأنهُ مبهوتُ

فتراه مشغولاً به عن نفسه … وهو الذي هو عندهم ممقوت

ومنِ ادعى أنَّ الإلهَ جليهُ … بالذكر فهو لديهم المبخوت

ما عاينتْ عيني عقائد خلقِه … إلا رأيتُ بأنه منحوتُ

واللهُ قدْ ذمَّ الذي نحتَ الذي … هو عابدٌ إياهُ وهو صموتُ

عبدوا عقولهمُ فلم يظفر به … إلا عبيدٌ ما لهُ تثبيتُ

فأنا به المنعوتُ بين عبادِه … وهو الذي بعباده منعوتُ

لمْ أنسَ يوماً إذْ تكلمَ ناطقٌ … في مجلسٍ حاوٍ ونحنُ سكوتُ

فأفادَنا ما لمْ يكنْ نعتاً لنا … فلذاكَ أصبحنا ونحنُ خفوتُ

نُضحي ونُمسي عندنا ما عندنا … ويقيلُ فينا سرُّه ويبيتُ

فإذا نقولُ نقولُ منهُ بقولهِ … وإذا اسكتنا يعلمُ المسكوت

عنهُ بأنَّا قدْ عجزنا وانقضتْ … آياتُهُ وأنابهُ الكبريتُ

ولنا به الذكر الجميلُ ونورُه … ولنا به العلياءُ ثم الصيت

وسكنتي في القلبِ عندَ ذوي الحجى … لمْ يحوها صورٌ ولا تابوتُ

قد أخليتُ لقدوم من يدري به … لما اتاني أربعٌ وبيوت

لما تحقق وصلُه قلنا لمن … لمْ يعرفِ الأمرَ هوَ اللاهوتُ

وبهِ إذا اتحدتْ حقيقة ُ ذاتِهِ … وبدت عليه تدرَّع الناسوت

لمَّا تغيرَ بالعطاسِ جمالُهُ … شرعاً له التحميدُ والتشميت

منْ أرضِ بابلَ قد أتاكَ معلماً … سحراً بسحرِ كلامِهَ هاروتُ

إنَّ الدليلَ على مقامِ عبيدهٍ … لنجيهِ طولُ المدى والحوتُ

وطلبت منه الحدَّ فيه فقال لي … ما فيهِ تحديدٌ ولا توقيتُ