اطار النوم عن جفني القريح – أحمد فارس الشدياق

اطار النوم عن جفني القريح … طموس الرشم من بعد الوضوح

فقلت لعبرتي ها ان اهل الحمى … ساحوا فانت كذاك سجى

وبن يا قلبي المعتل عني … فما بك للسلامة من صلوح

عهدتك حيث تتعبني سليما … فكيف تريحني بعد الجروح

ومن في عمره ما ذاق روحا … فما هو للمعنى بالمريح

جمحت الى الهوى فثنى عناني … هوى عن معاودة الجموح

عدتني عبرة الكابين قبلي … فاترك عبرتي زجر الجموح

لقد علم الاحبة سفح دمعي … على اطلالهم كل السفوح

وما حفظوا عهودي مثل حفظي … عهودهم على رمق بروحي

ولولا ذاك ما ضنوا بوعد … اعل به ولو دون التشوح

عهدت الدهر لا ينفك يغرى … بي الاحزان اغراء المشيح

يولهني على قرب وبعد … ويبكيني على طلل وسوح

وما نفع البكاء ولا وصال … ولو في خلسة النوم النزيح

تركت الحذر حتى لا ابالي … بشيء من بروح او سنوح

تساوت عندي الاشياء زهدا … فنعمة مطرب كالمستنيح

وكن لا كوى فيه اذا ما … خلوت بانس فكري كالصروح

وان اسعى على قدمي بهرا … كتجوالي على فرس سبوح

لكل اساءة عندي اساء … يداويها فتستفر عن مصوح

وما همي اذا ساهمت يوما … ااطفر بالسفيح ام المنيح

فحظي كله في نظم در … يليق بقدر يوسف في المديح

على ان الذي يهديه مدحا … كموقد شمعة في نور بوح

كذاك سميه من قبل سمى … اسيرا وهو ذو الحسب القريح

امام لا يباريه مبار … سواء في المتون وفي الشروح

له غرر المعاني رافلات … بابهى حلة اللفظ الفصيح

يدرس يومه ما في الليالي … يؤلفه من النظم الصحيح

لقد شهدت له العلماء طرا … بان اربى عليهم ذا رجوح

ففي مصر له القدح المعلى … وذكر كالغوالي في الفؤوح

ومن علياه ارض الشام فاقت … مواسمها على طيب الفيوح

وفي اقصى البلاد له ثناء … الذ من الغبوق او الصبوح

نزيه زاهد ورع ولكن … عن العلياء ليس بذي ازوح

له روح من الرحمن لكن … عن العزمات ليس بمستريح

تلين عظاته الجلمود حتى … تفجر منه سارية الدلوح

براعته لهذا الدين تأتي … بما يأتي الحسام من الفتوح

لئن دقت فهام الشرك دقت … وفريته فرت جهد المجيح

وذرت قرفه في كل نار … وذرت عصفه في كل ريح

بعيد الصيت داني الفضل سمح … بابكار النهى للمستميح

ولكن في حقوق الله صعب … حريص ما لديه من سموح

اتتني يا امام العصر بشرى … جلت وجه الزمان عن الكلوح

بانك قد جنحت الى انتصاري … فلاح النجح لي من ذا الجنوح

تهددني بنفث السم صل … يساورني وطورا بالفحيح

ولم يعلم بان رقى يراعى … تقاوم كل ارقم ذي ريح

وان العلم تخدمه رجال … وقد خفرت حماه عن المبيح

نعم سفه الجهول وجاء ادا … وصال عليّ صول المستبيح

وصم عن الدليل ولم يزده … سوى هوج وافجاس قيح

يعيب القول من غيري ويعزو … اليّ عيوبه فعل المريح

وقد طال النزاع وما تصدى … لنا احد لتمييز الصحيح

فما يدرى الذي قد جاء منا … ببسر مستطاب او بميح

ولا من شانه غش وغبن … ولا من شأنه شان النصوح

ولا منجاء بالوفر الموفى … ولا من آب بالنزر الوتيح

ولا من شف عن راي سفيه … ولا من مازغيا عن نجيح

وما ان يسكت الخصمان حتى … يعرض ما ابانا للفضوح

فقلت قصيدة فيه شرودا … تجوب مناكب الكون الفسيح

وغادرت الحقيقة للمحامي … لوجه اللَه عن حقي الطريح

فكن انت الذي اعنيه منا … فانك خير مصمود صفوح

وكن حكما على ولي فاني … اسير الحق بالحكم الصريح

اذا ما ضن ذو وسع بفضل … فمثلك ليس بوصف بالشحيح