أقول وقد بانت شواهد علتي – محيي الدين بن عربي

أقول وقد بانت شواهد علتي … بأني محبوبٌ لموجدِ علتي

فمن هو نفسي أو مغاير عينها … ومن هو اجزائي ومن هو جملتي

إذا عاينتْ عيني سبيلَ وجودها … بفكري وذاتا لم تكن غير نشأتي

أقول لها من أنت قالت مكلمي … فقلت أرى ثنتين من خلف كلتي

فقالتْ وكثرْ ما تشاءُ فإنني … وإنْ كنتُ فداً أنتمُ أصلُ كثرتي

فيا منْ هوَ المقصودُ في كلِّ وجهة ٍ … بوجهي إذا ما كنت لي عين قبلتي

فما عاينتْ عيناي فرداً مقسما … إلى عددٍ إلا الذي هوَ علَّتي

هوَ الكلّ والأجزاءُ عينُ وجودِه … فيا مثبتي بي لست غير مثبتي

لقدْ حرتُ في أمرٍ تقسَّمَ واحداً … فأين وجودي قل لي أم أينَ وحدتي

فيا مَنْ يرى عقدي وحيرة َ خاطري … ويسرع بالتقريب في حَلِّ عقدتي

علمتُ بأني عبده وهو سيدي … وسلم لي علمي وأنشأ حيرتي

وأعلم أني حائر وهو فارغ … كما هو في شغل فيا حسرتي التي

تباعدني في عين قربي شهودها … فما حسن أفعالي وما سوء فعلتي

لقد علمتْ نفسي وجوداً محققاً … وغابتْ بهِ عني فلمْ تدرِ حكمتي