أسقتك يا ربع الحبيب قطارَها – حيدر بن سليمان الحلي
أسقتك يا ربع الحبيب قطارَها … ديمٌ إليك حدى النسيمُ عِشارها
من كلّ هاضبة ٍ تألّف برقُها … فأتتك تتبع عينها أبكارها
نفّاحة وسمت رُباك فروّضت … من بعد ما محت الصَبا آثارها
وبأيمين العلمين أمثال المها … لا يستطيع أخو الغرام مزارها
علّمن أغصان النقا فتمايلت … طرباً وعلّمت الشجى أطيارها
إن تمنع الأعرابُ روضة َ ريمها … عني وتأبى أن أشم عرارها
فلأعدلّن بصبوتي عنها إلى … فئة ٍ على الروحين أعهدُ دارها
حيّ من الأتراك بين خدورهم … هيفاءُ تمنح وصلها من زارها
وافت تبرقع وجهّها قمرَ الدجى … وتَزرّ في شهب السما زِنّارها
فصم السوار لفعمة من زندها … فكأَنّما كان الهلال سوارها
فدنوت منها لا أهِمُّ بريبة ٍ … فيها ولم تطرح لديّ أزارها
لكن ليقضي ناظري من حسنها … الأوطار لا أقضى لها أوطارها