أبلغْ بها أمنية َ الطالبِ – مهيار الديلمي
أبلغْ بها أمنية َ الطالبِ … فالرزقُ بين الردفِ والغاربِ
و لا تذممْ لوجاها فما ال … راحة ُ يوماً في مطا اللاغبِ
ليلتها في الدائبِ المنتقي … بغامها في السارح العازبِ
حداؤها في الركبِ أحظى لها … من نعقة ِ الراعي أو الراكبِ
فاوتَ بين الطيرِ حالاتها … من باطشٍ أو فرقٍ هائبِ
فالخسفُ للجاثمِ في وكرهِ … و الخصبُ للقاطعِ والكاسبِ
أفلحَ من داوسَ طرقَ العلا … موفقا للسننِ اللاحب
تعجبهُ الفضلة ُ في ماله … ما لم تشبها منة ُ الواهب
ذلك في المولى غداً في العدا … مثلبة ٌ فاسددْ فمَ الثالبِ
خوفي من العائب لي نجوة ٌ … من الأذى تشكرُ للعائبِ
و الناسُ أصحابيَ ما لم تملْ … و سوقُ أثقالي على صاحبِ
أكون ما استغنيتُ عن رفدهم … جلدة َ بين العينِ والحاجب
فإن عرتْ أو حدثتْ حاجة ٌ … فالحبلُ ملقيٌّ على الغاربِ
و كم أخٍ غيرهُ يومهُ ال … مقبلُ عن أمس به الذاهب
كنتُ وإياه زمانَ الصدى … كالماء والقهوة ِ للشاربِ
و مدّ باعيه فخلى َّ يدي … نهباً لكفّ القابض الجاذبِ
مرّ فلم يعطف لحبَّ الصبا ال … جاني ولا حقَّ العلا الواجبِ
كأنَّ ما أحكمتُ من ودهِ … أبرمتهُ للمسحلِ القاضبِ
اللهَ للمغصوبِ فيكم على … ديونهِ يا شيعة الغاصبِ
قد قلتُ للخابط خلفَ المنى … مباعدا قاربْ بها قاربِ
احبس مطاياك فما في السرى … إلا جنونُ الطمعِ الكاذبِ
لا تطلبنَّ الرزقَ من معدنٍ … ينبوعه غيرُ أبي طالبِ
فالبحرُ من خلفهُ خلفهُ … لم يقتنع بالوشلِ الناضبِ
خاطرَ في المجد فغالي فتى ً … لم يخشَ منه قمرة َ الغالبِ
و كاثرَ الناسَ بإحسانهِ … فلم يحزهُ عددُ الحاسبِ
إذا احتبى ينسبُ علياءه … دار عليه قطبُ الناسبِ
ضمّ إلى ما كسبتْ نفسهُ … سالفة ً في عرقهِ الضاربِ
فظلَّ لا يشرفُ من جانبٍ … إلا دعاهُ الفخرُ من جانبِ
من معشرٍ تضحكُ أيمانهم … إن آدَ عامُ السنة ِ الشاحبِ
تحلبُ أموالهمُ ثرة ً … و الضرعُ مبسوسٌ على الحالبِ
لهم ندى ٌّ شرقٌ منهمُ … بكلَّ مخطوبٍ له خاطبِ
لا نائمُ السامرِ في الليلة ِ ال … طوليَ ولا متقرُ الآدبِ
هم وزروا الدولاتِ واستنصحوا … رعياً على العاطفِ والساربِ
و هم سيوفُ الخلفاءِ التي … تعلمَّ الضربَ يدَ الضاربِ
غاروا نجوماً ووفتْ بابنهم … شهادة ُ الطالعِ للغارب
حذا وزادته قوى نفسهِ … و المجدُ للموروثِ والكاسبِ
زيادة َ البدرِ بشعاعة ِ … على ضياء الكوكبِ الثاقبِ
ليتَ عيونا لهمُ في الثرى … مغضوضة ً بالقدرِ اللازبِ
تراك في رتبتهم جالسا … تأمرُ في العارضِ والراتبِ
حتى يقرَّ اللهُ منها الذي … أقذيَ بالرامسِ والتاربِ
قد عرفَ القائمُ بالأمرِ مذ … سلكَ أنَّ القطعَ للقاضبِ
ظهرتَ بالعفة ِ سلطانهُ … هذا وما الزاهدُ كالراغبِ
و صنتَ ما حسنَ من ذكرهِ … عن دنسِ القادحِ والقاصبِ
فلا تزلْ عندك من طولهِ … ما عنده من رأيك الصائبِ
و لا خلا دستك من مركبٍ … غاشٍ ومن راجٍ ومن هائبِ
و دام لي منك ربيعي الذي … يرضي رياضي بالحيا الساكبِ
و جنتي الحصداءُ إن صاحَ بي … دهريَ لا سلمَ فقم حاربِ
ما ليَ في فقري إلى ناصرٍ … سواك منْ أحمى به جانبي
في ودك استبليتُ ثوبَ الصبا … و فيه أنضو بردة َ الشائبِ
قلبي لك المأمونُ تقليبهُ … ما قام ريانُ على ماربِ
أبيضُ ثوبِ الودّ صافٍ على … لونيهِ من راضٍ ومن عائبِ
و كلما أنسيتمُ صحبتي … ذكرنيكمْ زمنُ الصاحبِ
و خرداً أرسلتها شرداً … من حابلٍ منكم ومن حائبِ
كلّ فتاة ٍ معَ تعنيسها … تفضحُ حسنَ الغادة ِ الكاعبِ
ضوافياً من فوقِ أعراضكم … للمسدلِ المرخى وللساحبِ
سارتْ مع الشمس وعمت مع ال … غيث فمن ذاكٍ ومن هاضبِ
تعلقُ بالآذان موصولة ً … غشما بلا إذنٍ ولا حاجبِ
تنصبُ أعلاماً لكم سيرها … في الأرضِ فلتشكرْ يدُ الناصبِ
كررتِ الأعيادُ أعدادها … و المهرجاناتُ على الحاسبِ
حتى لقد خافت بما أكثرتْ … ملالة َ القارئ والكاتبِ