يَا حُسْنَها سَاعَةً مِنَ العُمْرِ – خليل مطران

يَا حُسْنَها سَاعَةً مِنَ العُمْرِ … فَرِيدَةً فِي قِلاَدَةِ الدَّهْرِ

لَمْ يُزْه يَوْماً جَمَالُ مَالِكةٍ … بِمِثْلِهَا مِنْ نَفائِسِ الدرِّ

سَاعَةَ سَعْدٍ يَوْدَّ شَاهِدُهَا … لَوْ وَقَفَتْ زُهْرُهَا فَلاَ تَسْرِي

فَاقتْ شبِيهَاتِها الحِسَانَ بِمَا … خُصَّتْ بِهِ دُونَهَا مِنَ السِّرِّ

فِي يَوْمِ قَانَا الجَلِيلِ شَرَّفَهَا … فادِي البَرَايَا وَغَافِرُ الوِزْرِ

أَتَمَّ فِيهَا هَنَاءَ سَامِرِهَا … فَأَوْدَعَ المَاءَ نَشْوَةَ الخَمْرِ

لِحِكْمَةٍ شاءَهَا أَحَلَّ لَهُمُ … شُرْبَ الطَّلَى مِنْ نَهَى عَنْ السُّكْرِ

وَحَبَّذا هَذِهِ السُّلاَفَةُ مِنْ … عَرِيقَةِ الأَصْلِ حُرَّةِ النَّشْرِ

أُنْظُرْ إِلَيْهَا فِي كفِّ كَاهِنِهَا … كَأَنَّهَا ذَائِبٌ مِنَ التِّبْرِ

يُسْقى العَرُوسَانِ مِنْ مُحَلِّلِهَا … رَمْزَ امْتِزَاجِ العَفَافِ وَالبِرِّ

وَهَذِهِ فِي يَدِي مُشعْشَعَةً … بَعَثْتُهَا مِنْ غَيَابَةِ القبْرِ

مِنْ عَهْدِ قَانَا تَسَلْسَلَتْ قِدَماً … وَرُوِّقَتْ فِي مَخابِيءِ الدَّهْرِ

رُوحُ سُرُورٍ فِي شِبْهِ لُؤْلُؤَةٍ … وَدَمْعُ فَجْرٍ بِحُمْرَةِ الجَمْرِ

أَشْرَبُهَا فِي هَناءِ مَنْ شرِبَا … كَأْسَ الغَرَامِ المُنَزَّهِ الحُرِّ

كِلاَهُمَا كَان كُفْءَ صَاحِبِهِ … بِنَبْعَتَيْهِ وَرِفْعَةِ القَدْرِ

يَا دَارُ تِيهاً عَلَى الدِّيَارِ بِمَا … أَحْرَزْتِهِ مِنْ مَظَاهِرِ الفَخْرِ

كَمْ رَوْضَةٍ أَتْحَفَتْكِ تَكْرِمَةً … بِخَيْرِ مَا أَنْبَتَتْ مِنَ الزَّهْرِ

وَكَمْ كَسَاك البَهَاءُ ضَافِيَةً … مِنْ نُورِ شَمْسٍ لَهُ وَمِنْ بَدْرِ

دُومِي عَلَى الدَّهْرِ دَارَ مَكْرُمَةٍ … وَصَرْحَ مَجْدٍ وَمُلْتَقَى بِشْرِ

وَيَا عَرُوسَانِ إِنَّ أَثْبَتَ مَا … يُبْنَى بِنَاءَ بِناءَ الوَفَاءِ بِالطُّهْرِ

فَشَيِّدا بَيْتَ رِفْعَةٍ وَعَلى … يَكون بَيْتَ القصِيدِ فِي العَصْرِ

وَاسْتَمْتِعَا بِالرفاءِ وَاغْتَدِيَا … رَأْساً لِسِبْطٍ أَعِزَّةٍ كُثْرِ

يَرْتَقِبُ العَصْرُ أَنْ يُقَلَّدَهُمْ … حَيْثُ تُنَاطُ الحِلَى مِنَ الصَّدْرِ