يَا بِنْتَ بَيْرُوتَ وَيَا نَفْحَةً – خليل مطران
يَا بِنْتَ بَيْرُوتَ وَيَا نَفْحَةً … مِن رُوحِ لُبْنَانَ القَدِيمِ الوَقُورْ
إِلَيْكِ مِنْ أَنْبَائِهِ آيَةً … عَصْرِيةً أَزْرَتْ بِآي الْعُصُورْ
مَرَّتْ بِذَاكَ الشَّيْخِ فِي لَيْلَةٍ … ذِكْرَى جَمَالٍ وَعَبِيرٍ وَنورْ
ذِكْرَى صِباً طَابَتْ لَهَا نَفْسُهُ … وَافْتَرَّ عَنْهَا رَأْسُهُ مِنْ حُبُورْ
أَسَرَّ نَجْوَاهَا إِلى أَرْزِهِ … فَلمْ يُطِقْهَا فِي حِجَابِ الضَّمِيرْ
وَبَثَّهَا فِي زَفْرَةٍ فَانْبَرَتْ … بِخِفَّةِ البُشْرَى وَلُطْفِ السرُورْ
دَارِجَةً فِي السَّفْحِ مُرْتَادَة … كُلَّ مَكَانٍ فِيهِ نَبْتٌ نَضِيرْ
فَضَحِكَ النَّبْتُ ابْتِهَاجاً بِهَا … عَنْ زَهَرٍ رَطْبٍ ذَكِيٍّ قَرِيرْ
عَنْ زَهَرٍ حُمِّلَ رِيحَ الصَّبَا … تَبَسُّماً مُسْتَتِراً فِي عَبِيرْ
سَرَى لِبَيْرُوتَ وَلاَقَى شَذاً … مِنْ بَحْرِهَا رَأْدَ الصَّبَاحِ المُنِيرْ
فَعَقَدَا فِي ثَغْرِهَا دُرَّةً … أَجْمَلَ شيءٍ بَيْنَ دُرِّ الثُّغُورْ
أَسْمَاءُ هَلْ أَبْصَرْتِهَا مَرَّةً … تَزِينُ مِرْآتِكِ وَقْتَ الْبُكُورْ