يلبي نداءَ الحقِّ منْ كانَ داعياً – محيي الدين بن عربي

يلبي نداءَ الحقِّ منْ كانَ داعياً … جزاء لما يدعو أجابَ المناديا

يقول تذكر ما أتى في خطابه … وما أودعَ اللهُ السنينَ الخواليا

يرى حضرة ً لم تشهدِ العينُ مثلها … يناديهِ أياماً بها ولياليا

يؤمل أمراً لم يزل قائلاً به … من الله لم يدعو له الله داعيا

يحيى فيحيى من يشاءُ بنطقه … لذاك تراه في المحاريب تاليا

يمين له مدَّتْ لبيعة مالك … هو العبد إلا أنه كان واليا

يوليهِ أمرَ الكونِ فهوَ خليفة ٌ … وإقليده التقليد إنْ كنت واعيا

ينزله في الأرض عبداً مسوَّداً … سووساً عليماً بالأمورِ وراعيا

يكسر أصنامَ النفوسِ بعزمه … منَ الهمة ِ العيا خفياً وخافيا

يناديهِ منْ ولاه أنتَ خليفتي … على الكلِّ مهديَّ المقامِ وهاديا