يارا و الرحيل – غازي القصيبي

“أبي ألا تصحبنا؟ إنني

أود أن تصحبنا… يا أبي”

و انطلقت من فمها آهة

حطت على الجرح.. و لم تذهب

و أومضت في عينها دمعة

مالت على الخد.. و لم تسكب

و عاتبتنيكبرت دميتي

و هي التي من قبل لم تعتب

“أهكذا تهجرنا يا أبي

لزحمة الشغل و للمكتب؟”

يا أجمل الحلوات.. يا واحتي

عبر صحاري الظمأ الملهب

أبوك مذ أظلم فجر النوى

يعيش بين الصل و العقرب

يضحك.. لو تدرين كم ضحكة

تنبع من قلب الأسى المتعب

يلعب.. و الأحزان في نفسه

كحشرجات الموت لم تلعب

يودلولا الكبرلو أنه

أجهش لما غبت… لا تذهبي

يا أجمل الحلوات.. يا فرحتي

يا نشوتي الخضراء.. يا كوكبي

أبوك في المكتب لما يزل

يهفو إلى الطيب و الأطيب

يصنع حلما: خير أحلامه

أن يسعد الأطفال في الملعب

من أجل يارا و رفيقاتها

أولع بالشغل… فلا تغضبي

الرياض:

1977م