وَيْلاَهُ مِنْ نَارِ الْهَوَى – محمود سامي البارودي
وَيْلاَهُ مِنْ نَارِ الْهَوَى … وَآهِ مِنْ طُوْلِ الْجَوَى
أرسلتُ طرفي رائدا … فما علاَ حتى هوى
وَ سارَ قلبي خلفهُ … فَلَمْ يَعْدُ حَتَّى اكْتَوَى
قَدْ طَالَمَا زَجَرْتُهُ … يا لَيْتَهُ كَانَ ارْعَوَى
لكلَّ شيءٍ آفة ٌ … وَ آفة ُ القلبِ الهوى
أما كفى هذا الجفا … حَتَّى أَعَانَتْهُ النَّوَى ؟
أينَ اللوى وَ عهدهُ ؟ … أيهاتَ عهدٌ باللوى
و ظبي أنسٍ سمتهُ … إِنْجَازَ وَعْدِي، فلَوَى
طَلَبْتُ مِنْهُ قُبْلَة ً … فازورَّ عني ، وَ التوى
وَسُمْتُهُ وَعْدَ الْمُنَى … فَانْحَازَ عَنِّي، وَانْزَوَى
يا سائلي عنْ حالتي … دعني ؛ فصبري قدْ ذوى
وَ كانَ قلبي راشداً … لكنهُ اليومَ غوى
أوقعِ في أشراكهِ … لكلَّ حيًّ ما نوى
فَكَيْفَ أَمْضِي فِي الْهَوَى … وَ الجسمُ محلولُ القوى
وَأَيْنَ أَبْغِي نَاصِراً؟ … هيهاتَ ، وَ الخيرُ انطوى
أصبحتُ في تيهورة ٍ … يَسْأَمُ فِيهَا مَنْ ثَوى
لاَ صاحبٌ وافى ، وَ لاَ … خلٌّ إلى حالي أوى
فيا إلهي راعني … وادْفَعْ عَنِ النَّفْسِ التَّوَى
وَ لاَ تكلني للتي … لَوْ صَادَفَتْ نَجْماً خَوَى
تحليل قصيدة ويلاه من نار الهوى وشكراً