وليس لنا اختيار – فاروق جويدة

ما زلتُ أسكنُ في عيونكِ مثل حباتِ النهارْ..

أطياف عطرك بين أنفاسي رحيلٌ.. وانتظارْ

ما زلت أشعر أننا عمرٌ نهايته.. انتحار

والحبُّ مثل الموتِ يجمعنا.. يفرقنا وليس لنا اختيار

هل تُنجب النيرانُ وسط الريحِ غيرَ نارْ؟

ما زلت أحيا كلّ ما عشناه يوما

رغم أن العمر.. أيامٌ قصار

والحب في الأعماق بركانٌ يدمِّرُنا

وبين يديكِ ما أحلى الدمار

والشوق رغمَ البعدِ أحلامٌ تطاردنا

ما زلنا نكابرُ كالصغار

فالهجر في عينيك هجرُ مكابرٍ

هل تهربُ الشطآنُ من عشق البحار؟

إن جاء يومٌ واسترحتِ من المنى

فلتخبريني.. كيف أسدلتِ الستار؟

فإلى متى سنظلُّ في أوهامنا

ونظنُّ أن الشمسَ ضاقت.. بالنهار؟

أدمنت حبَّك مثل ما أدمنتُ في البحر.. الدوار

فلقاؤنا قدرٌ وهل يُجدي مع القدر الفرار؟