هل ينفعكَ إن جربتَ تجريبُ – جرير
هل ينفعكَ إن جربتَ تجريبُ … أم هل شبابكَ بعدَ السيب مطلوب
أمْ كلمتكَ بسلمانينَ منزلة ٌ … مَنْ لا يُكَلَّمُ إلاّ وَهوَ مَحجوبُ
كَلّفْتُ مَنْ حَلّ مَلحوباً فكاظمَة ً … أيهاتَ كاظمة ً منها وملحوبُ
قدْ تيمَ القلبَ حتى زادهُ خبلاً … من لا يكلمُ إلاّض وهوَ محجوبُ
قد كان يشفيكَ لو لمْ يرضَ خازنهُ … راحٌ ببردِ قراحِ الماءِ مقطوبُ
كأنَّ في الخدَّ قرنَ الشمسِ طالعة ً … لّما دَنَا مِنْ جِمارِ النّاسِ تحصِيبُ
تَمّتْ إلى حَسَبٍ ما فَوْقَهُ حَسَبٌ … مجداً وزينَ ذاكَ الحسنُ والطيبُ
تَبْدو فتُبدي جَمالاً زانَهُ خَفَرٌ … إذا تَزَأزَأتِ السّودُ العَناكيبُ
هلْ أنتَ باكٍ أو تابعٌ ظعناً … فالقَلْبُ رَهْنٌ معَ الأظعانَ مَجنوبُ
أما تريني وهذا الدهرُ ذو غيرٍ … في مَنِكِبَيّ وَفي الأصلابِ تَحْنيبُ
فَقَدْ أمُدُّ نِجادَ السّيفِ مَعتَدِلاً … مثلَ الردينيَّ هزتهُ الأنابيبُ
وَقَد أكُونُ على الحاجاتِ ذا لبَثٍ، … و أحوذياً إذا انضمَّ الذعاليب
لَمَّا لَحِقْنا بظُعْنِ الحَيّ نَحْسِبُها … نَخْلاً تَراءَتْ لَنا البِيضُ الرّعابِيبُ
لما نبذنا سلاماً في مخالسة ٍ … نَخشَى العُيونَ وَبَعضُ القوْمِ مرْهوبُ
وَفي الحُدوجِ التي قِدْماً كَلِفتُ بهَا … شخصٌ إلى النّفسِ موْموقٌ وَمْحبوبُ
قتلنا بعيونٍ زانها مرضٌ … و في المراضِ لنا شجوٌ وتعذيبُ
حتى متى أنتَ مشغوفٌ بغانية ٍ … صبٌّ اليها طوالَ الدهرِ مكروبُ
هل يصبونَّ حليمٌ بعدَ كبرتهِ … أمسى وأخدانهُ الأعمامُ والشيبُ
إن الامامَ الذي ترجى نوافلهُ … بَعدَ الإمامِ، وَليُّ العَهدِ أيّوبُ
مستقبلُ الخيرِ لا كابٍ ولا حجدٌ … بدرٌ يغمُّ نجومَ الليلِ مشبوبُ
قال البرية ُ إذ أعطوكَ ملكهمُ … ذببْ وفيكَ عن الأحساب تذبيبُ
يأوى اليكَ فلاَ منٌّ ولا جحدٌ … منْ ساقهُ السنة ُ الحصاءُ والذيبُ
ما كانَ يُلقَى قَديماً في منازِلِكُمْ … ضيقٌ ولا في عباب البحر تنضيبُ
أللهُ أعطاكمُ منْ علمهِ بكم … حكماً وما بعدُ حكم اللهِ تعقيبُ
أنتَ الخَليفَة ُ للرّحْمَنِ يَعرِفُهُ … أهلُ الزَّبورِ وَفي التّوْراة ِ مَكتُوبُ
كُونُوا كيُوسُفَ لّما جاءَ إخْوَتُهُ … وَاستَعرفوا قال: ما في اليوْمِ تَثرِيبُ
أللهُ فضلهُ واللهُ وفقهُ … توفيقُ يوسفَ إذْ وصاهُ يعقوب
لما رأيتَ قرومَ الملكِ سامية ً … طاحَ الخُبَيْبانِ وَالمكذوبُ مكذوبُ
كانتْ لهمْ شيعٌ طارتْ بها فتنٌ … كَمَا تَطَيّرُ في الرّيحِ اليَعاسِيبُ
مُدّتْ لهم غايَة ٌ لم يَجْرها حَطِمٌ، … إلاَّ استدارَ وعضتهُ الكلاليب
سوستمُ الملكَ في الدنيا ومنزلكمْ … منازلُ الخللدْ زانتها الأكاويب
لمّا كَفَيْتَ قُرَيْشاً كُلَّ مُعضِلَة ٍ، … قالتَ قُرَيشٌ: فدَتكَ المُرْدُ وَالشِّيبُ
إنّا أتَيْنَاكَ نَرْجُو منكَ نَافِلَة ً، … منْ رمل يبرينَ إنَّ الخيرَ مطلوب
تخدى بنا نجبٌ أفنى عرائكها … خِمسٌ وخمسٌ وتأويبٌ وتأويبُ
حتى اكتَسَتْ عرَقاً جَوْناً على عَرَقٍ … يُضّحي بأعطافِها مِنهُ جَلابِيبُ
… وَابْنَا نَعَامَة َ وَالمَهْرِيُّ مَعكُوبُ
ينهضنَ في كلَ مخشى َّ الردى قذفٍ … كما تقاذفَ في اليمَّ المرازيبُ
من كُلّ نَضّاخَة ِ الذِّفَرى عَذَوَّرَة ٍ … في مِرْفَقيْها عَنِ الدّفّينِ تَحنيبُ
إن قيلَ للركب سيروا والمهى حرجٌ … هَزّتْ عَلابِيَها الهُوجُ الهَراجيبُ
قالوا الرّواحَ وظِلُّ القَوْمَ أرْدِيَة ٌ، … هذا على عَجَلٍ سَمْكٌ وتَطْنيبُ
كيفَ المقامُ بها هيماءَ صادية ً … في الخِمس جهدٌ وَوِرْد السدس تنحيبُ
قَفْراً تَشابَهُ آجالُ النَّعامِ بهَا، … عيداً تَلاقَتْ بهِ قُرّانُ والنُّوبُ