هل فى التَّصابى على امرئٍ فنَدُ ؟ – محمود سامي البارودي
هل فى التَّصابى على امرئٍ فنَدُ ؟ … أَمْ هَلْ يَعِيبُ الفَتَى الكَرِيْمَ دَدُ؟
كلُّ مَسوقٌ لما أُريدَ بهِ … فَفِيمَ هَذَا الْخِصامُ وَاللَّدَدُ؟
وَأَيُّ لَوْمٍ عَلَى امْرِىء ٍ طَلَبَ الْـ … ما شَذَّ عَنْ طَبْعِ وَالِدٍ وَلَدُ
وَلَوْ تَسَاوَى الرِّجَالُ فِي خُلُقٍ … لَزالَ هَذا الخلافُ والحرَدُ
والنَاسُ شَتَّى وإن هُمُ اجتمعوا … فى واحدٍ ليسَ قبلهُ أحدُ
فَزَائِغٌ في الضَّلاَلِ مُنْهَمِكٌ … وَنَاسِكٌ فِي الصَّلاَحِ مُجْتَهِدُ
وأى ُّ لومٍ على امرئٍ طلبَ الـ … ـلهْوَ وَأَثْوَابُ عُمْرِهِ جُدُدُ
لكلِّ عَصرٍ من كبرة ٍ وصباً … شَوطٌ لهُ بعدَ مُهلة ٍ أمَدُ
فاسعَ لما شئتَ غيرَ متئدٍ … فَلَنْ يَحُوزَ الْكَمَالَ مُتَّئِدُ
لَوْلاَ سُرَى البَدْرِ مَا اسْتنَارَ، وَلاَ … أَدْرَكَ شَأْوَ الخِطَارِ مُنْجَرِدُ
ولا يهمَّنكَ لومُ ذى حسدٍ … فشأنُ أهلُ العداوة ِ الحسَدُ
لوْ حَذِرَ الْمَرْءُ كُلَّ لاَئِمَة ٍ … لضاعَ منهُ الصَوابُ والرَشَدُ
وَلَوْ أَصَخْنَا لِكُلِّ مُنْتَقِدٍ … فَكُلُّ شَيءٍ في الدَّهْرِ مُنْتَقَدُ
والهُ بما شئتَ قبلَ مندَمَة ٍ … يكثُرُ فيها العناءُ والكمَدُ
فَلَيْسَ بَعْدَ الشَبَابِ مُقْتَرَحٌ … ولا وراءَ المشيب مفتقدُ
كلمات: بدر بن عبدالمحسن
ألحان: طلال مداح