هل تحت ليلك بالغضا من رائد – مهيار الديلمي
هل تحت ليلك بالغضا من رائد … يقتاف آثارَ الصباحِ الشاردِ
هيهات تلك نشيدة ٌ ممطولة ٌ … عند الغرام على المحبَّ الناشدِ
و كفاك عجزا من شجى ًّ ساهرٍ … يرجو الزفادة َ من خليًّ راقدِ
يا إخوة َ الرجلِ الغنيَّ أصابَ ما … يبغى وأعداءَ المقلَّ الفاقدِ
صاحبتُ بعدكم النجومَ فكلكم … إلبٌ عليّ وكلهنّ مساعدي
فإذا ركدن فمن تحيرٌّ أدمعي … و إذا خفقن فمن نبوَّ وسائدي
دلوا عليَّ النومَ إن طريقهُ … مسدودة ٌ بعواذلي وعوائدي
و على الثنية ِ باللوى متطلعٌ … طلعي بمربأة الرقيب الراصدِ
يقظٌ إذا خاف الرقيبَ تخطأتْ … عيناه عن قلبٍ مريدٍ عامدِ
متجاهلٌ ما حالُ قلبي بعده … جهلَ العليم وغائبٌ كالشاهدِ
و إلى َ جنوب البانِ كلّ مضرة ٍ … بالبان بين موائسٍ وموائدِ
يمشين مشى مها الجواءِ تخللتْ … عنهنّ غيطانَ النقا المتقاودِ
متقلداتٍ بالعيون صلائفاً … و طليً ولم يحملنَ ثقلَ قلائدِ
نافثتهنّ السحرَ يوم سويقة ٍ … فإذا مكايدهنّ فوق مكايدي
كنتُ القنيصَ بما نصبتُ ولم أخلْ … أن الحبالة عقلة ٌ للصائدِ
أنكرتُ حلمي يومَ برقة ِ عاقلٍ … و عرفتهُ يوم اللقاءِ بغامدِ
و جعلتُ سمعي من نبال عواذلي … غرضَ الغرورِ لكلَّ سهم قاصدِ
القلبُ قلبكَ فامض حيث مضى الهوى … بك من مضلًّ سعيهُ أو راشدِ
ما دام يدعوك الحسانُ فتى ً وما … دام الذوائبُ في قرابِ الغامدِ
فوراء يومك من صباك ضخى غدٍ … وعدٌ يسوءك منه صدقُ الواعدِ
و لقد سريتَ بليلهِ وبصحبهِ … فحماً وفي لهبَ البياض الواقدِ
فإذا المشيبُ مع الإضاءة حيرة ٌ … و إذا الشبابُ أخو المضلّ الواجدِ
و مطية ٍ للهوِ عزَّ فقارها … و صليفها عن راكبٍ أو قائدِ
مما احتمى من رحله بقماصهِ … و من الخشاش بأنفهِ المتصايدِ
أعيا على ركب الضبا أن يظفروا … بمغالقٍ من غرزها ومعاقد
قد رضتها فركبتُ منها طيعا … ينصاعُ بين مراسني ومقاودي
و أخٍ رفعتُ له بحيَّ على السري … و النجمُ يسبحُ في غديرٍ راكدِ
فوعى فهبَّ يحلُّ خيطَ جفونهِ … بالكرهِ من كفَّ النعاس العاقد
غيران قام على الخطار مساعدا … نصرَ الحسامِ رفدتهُ بالساعدِ
حتى رجمتُ الليلَ منه بكوكبٍ … فتقَ الدجى َ وأضاء وجهَ مقاصدي
فردينِ سومَ الفرقدين تمايلا … مستأمنين على طريق واحدِ
و محجبٍ تدع الفرائصَ هيبة ً … أبوابهُ من خافقٍ أو راعدِ
تتسابقُ الجبهاتُ دون سريرهِ … للفوزِ بين معفرَّ أو ساجدِ
لا تطمعُ الأقدارُ في استنزاله … بضعائفٍ منها ولا بجلائدِ
أذنتْ عليه وسائلي وترفعتْ … أستارهُ لمقاصدي وقصائدي
و بعثتُ غرَّ قلائدي ففتحنَ لي … أبوابهَ فكأنهنّ مقالدي
كعمانَ أو ملكٍ عمانٌ دارهُ … دانى النوالِ على المدى المتباعدِ
رانٍ عليّ على ارتفاع سمائه … برًّ بوفدِ مدائحي ومحامدي
بعثتْ بصيرتهُ نفاقي عندهُ … و الشعرُ يبضعُ في أوانٍ كاسدِ
و قضى على أني الوحيدُ بعلمهِ … فكفى َ بذلك أنه من شاهدي
سبق الملوكَ فبذهم متمهلا … جاروا ومرَّ على الطريق القاصدِ
و مضى على غلوائهِ متسنما … لم ترتفقْ مسعاتهُ بمعاضدِ
طيان لم يقضِ البوازلَ قبله … جذعٌ ولم يطلِ القيامَ بقاعدِ
نسبَ السماءَ يريد أين فخارها … منه فباهلها بفخرٍ زائدِ
و سما يماجدُ قومه بنجومها … فثنى ولم يظفرْ بنجمٍ ماجد
غرسَ المعاليَ مكرمٌ في تربها … فجنت حلاوة َ كلّ عيشٍ باردِ
حجراً على الأقدارِ فيما نفذتْ … أحكامها من صادرٍ أو واردِ
لن تعدمَ الآفاقُ نجما طالعا … منها ينور إثر نجمٍ خامدِ
فالسيفُ منهم في يمين المنتضى … كالسيف منهم في يمين الغامدِ
هم ما همُ . وتفرقت آياتهم … في المجد ثم تجمعتْ في واحدِ
أحيت لهم أيامُ محي الأمة ِ ال … عافي وهبتْ بالرقودِ الهاجدِ
و تسنمتْ درجَ السماء بذكرهم … أيامُ آثارٍ لهم ومشاهدِ
و إلى يمين الدولة افتقرت يدٌ … في الملك لم تعضدْ سواه بعاضدِ
نظمَ السياسة َ مالكٌ أطرافها … لم تستعنْ عزماتهُ بمرافدِ
و أقامَ ميلَ الدولتين مؤدبٌ … بثقافه خطلَ الزمانِ المائدِ
سبقَ الرجالَ بسعيه وبقومه … و المجدُ بين مكاسبٍ وموالدِ
جرت البحارُ فما وفت بيمينه … فكأنَّ ذائبها يمدُّ بجامدِ
ضنتْ يجوهرها وما في حرزها … من منفساتِ ذخائرٍ وفوائدِ
فاستخرجتها كفه وسيوفه … فسختْ بها لمؤملٍ ولرافدِ
نامَ الرعاة ُ عن البلادِ وأهلها … عجزا وعيناه شهابا واقدِ
و حمى جوانبَ سرحهِ متنصفٌ … للشاء من ذئب الغضا المستاسدِ
و إذا الأسودُ شممن ريحَ عرينه … كانت صوارمه عصيَّ الذائد
ما بين سربزة ٍ إلى ما يستقي … وادي الأبلة ِ هابطا من صاعدِ
يقظانُ يضرب وهو غيرُ مبارزٍ … عزما ويطعن وهو غير مطاردِ
كفٌّ له تحمي وسيفٌ ينتضى … و لحاظُ راعٍ للرعية ِ راصدِ
و إذا بغى باغٍ فباتَ يرومه … باتت صوارمه بغيرِ مغامد
و مطوحٍ ركبَ الخطار فرده … أعمى تحيرَّ ماله من قائدِ
كفَّ الرعاعَ وجاء يطلبُ حاجة ً … عسراءَ في كفَّ الهمامِ اللابد
يرمي الكواكبَ وهي سعدٌ كلها … بمناحسٍ من جده ومناكدِ
جنتْ به الأطماعُ فاستغوى بها … يصبو إلى شيطانها المتماردِ
خبرتهُ يبغى عمانَ وأهلها … فعرفت مصدره بجهل الواردِ
لم ينجه والموتُ في حيزومه … ما ضمَّ من حفلٍ له ومحاشدِ
جمحتْ به غرارة ٌ من حينه … قذفته في لهواتِ صلًّ زاردِ
نسفتْ بأطراف الرماحِ جنودهُ … طوحَ السنابلِ عن شفارِ الحاصدِ
من راكبٌ وفؤادهُ من صخرة ٍ … جوفاءَ أمَّ فواقرٍ وأوابدِ
حدباءَ تسلك من عثار طريقها … حدباً ذواتِ نواقصٍ وزوائدِ
فتظلّ طورا غي عنان سمائها … صعدا وطورا في الحضيض الهامدِ
تختبُّ قامصة ً ولم تطأ الثرى … و تظلُّ لا في سبسبٍ وفدافدِ
يظما بها الركبانُ وهي سوابحٌ … في غامرٍ تيارهُ متراكدِ
شنعاءَ لو طرقَ الخيالُ بمثلها … عيني لما أطبقتُ مقلة َ راقدِ
بلغْ وليتَ رسائلي تقتصها … شفتى وغائبيَ المؤخرَ شاهدي
أو ليت قلبي كان قلبك أصمعاً … في أضلعٍ صمَّ العظامِ أجالدِ
فأخوضَ بحرا من حميمٍ آجنٍ … يفضي إلى البحرِ الزلالِ الباردِ
قلْ إن وصلتَ لناصر الدين استمع … فقراً تجمعُ كلَّ أنسٍ شاردِ
يا خيرَ من حملتْ ظهورُ صواهلٍ … في الملك أو ضمتْ صدور وسائدِ
و تعضبتْ بالنور فوق جبينه … عذبُ اللواء تحفُّ تاجَ العاقد
أنا عبدُ نعمتك التي شكرتْ إذا … ما نعمة ٌ نيطت بآخرَ جاحدِ
أغنيتني عن كلّ مذمومِ الجدا … ألقاه مضطرا بوجهٍ حامدِ
و نفضتَ عن ظهري بفضلك ثقل ما … أوعيتُ من نوبٍ عليّ شدائدِ
كان الزمانُ يسرُّ لي ضغنا فقد … أصلحتَ لي قلبَ الزمان الفاسد
و حفظتَ في تكرما وتفضلا … ما أذكرتكَ قدائمي وتلائدي
ذممٌ لو اعتمَ العداة ُ بمثلها … عقدوا بهنّ لديك خيرَ معاقدِ
و من الذي يرعى سواك لنازح … عن لحظه نائي المحلّ مباعدِ
متناقصِ الخطواتِ عنك ذكرتهُ … في سكرة الملكِ العظيم الزائدِ
أوليتني في ابني ونفسي خيرَ ما … أوليتَ في ولدٍ شفاعة َ والدِ
فلذاك كرَّ على مشقة ِ طرقهِ … و كررتُ أطلبُ من نداك عوائدي
تعطى المنى ونعود نسألُ ثانيا … فتعود حبا للسماح العائدِ
و تموتُ حاجتنا وينفدُ فقرنا … و سؤالنا ونداك ليس بنافدِ
فاحكم بسنتك التي شرعَ الندى … لك شرعها حكمَ القديرِ الواحد
كفلْ علاك بحاجتي واكفف يدي … عن كلّ جعد الكف جعد الساعدِ
فالناسُ غيرك من تضيق مجالتي … فيه وتقتل بالمطالِ مواعدي
صنْ عنهمُ شفتي ودعني واحدا … في الدهر أشربْ من قليبٍ واحدِ
حاشا لمجدك أن تسددَ خلتي … بمشارك لك فيّ أو بمساعدِ
و انصتْ لها غرراً لمدحك وحده … ينظمنَ بين قلائدٍ وفرائدِ
من كلّ مخلوعٍ لصادقِ حسنها … فيها عذارُ العابدين لعابدِ
عذراءَ مفضوضٍ لديك ختامها … ما كلُّ عذراءٍ تزفُّ بناهدِ
تجلو عليك بيوتها ما أنشدتُ … حوراءَ ذات وشائح وقلائدِ
كعقلية الحيّ الحلولِ تمشت ال … خيلاءَ بين وصائفٍ وولائدِ
مما سبقتُ بخاطري أماتها … و حويتهُ برقايَ أو بمكايدي
خضعَ الكلامُ لمعجزي في نظمها … فعنا لها من راكعٍ أو ساجدِ
قد آمنَ الشعراءُ بعد فسوقهم … بدلائلي في فضلها وشواهدي
و أطاع كلُّ منافق إن سره … أو ساءه وأقرَّ كلُّ معاندِ
فاعطفْ لمهديها وحاملِ تربها … و احملْ له حقَّ السفير الرائدِ
و ارددهُ عن عجلٍ كما عودته … برواجعٍ من نعمتيك ردائدِ
و اشددْ يداً بالخافقين مملكا … عنقيهما من أتهمٍ ونجائدِ
في دولة ٍ أختِ السعود وعزة ٍ … أمَّ النجوم وعمرِ ملكٍ خالدِ