هذه الأثواب والخلع – عبدالغني النابلسي
هذه الأثواب والخلع … تكتسي طورا وتختلع
فاستقم يا من على خطر … يرتقي حينا ويتضع
والذي تفهمه فتن … والذي تعلمه خدع
والمنى كل المنى أبدا … فوق فوق الفوق مرتفع
ما له فينا مناسبة … مع شيء ليس يجتمع
بل له فينا المعية من … قبل تكوين لنا يقع
وجميع الكون مشغلة … للذي في قلبه طمع
فتيقظ إن ربك لا … يترك البلوى ولا يدع
والذي في علمه سنن … والذي في علمنا بدع
سائق الأظعان نحو حمى … منيتي والنور يلتمع
عج على الوادي المقدس بي … وتأدب ههنا سبع
ثم عرج نحو كاظمة … حيث تلك الساح والبقع
واسأل الركب المقيل على … يمنة الوادي وما صنعوا
إن لي في خدرهم قمرا … كل أيامي به جمع
خاله المسكي حين بدا … منه في ليل الورى شمع
عصبة التشبيه لا تقفوا … سيركم في الحق منقطع
حدثوني في العقيدة ما … هذه الصلبان والبيع
وتنحوا عن طريقتنا … عقلكم للحق لا يسع
كل مغرور له صنم … بافتكار فهو مبتدع
أين أنتم من عقيدتنا … إذ بها للحق نتبع
وعلى التسليم نحن وما … حالنا في الله مصطنع
وانجلت عين الوجود لنا … وسحاب الجهل منقشع
واقتربنا حيث لا أحد … لا ولا مرئي ومستمع
ثم عدنا بعد ذاك وذا … ما لنا ري ولا شبع
والجوى والشوق لازمنا … كل حين عندنا وجع
كيف أنتم والقلوب قست … ليس بالتذكير تنتفع
واطمأنت بالمحال وقد … أصبحت باللهو تقتنع
أسمعتم من وساوسكم … ورضيتم أنكم تبع
لا أقر الله عين فتى … عن هوى المحبوب يندفع
إنني مضنى محبته … لا رأوا قومي ولا سمعوا
صاد قلبي لحظ غانية … عن خطور الوهم تمتنع
إن بدت صلى الأنام لها … وإذا ما أومأت ركعوا
لي فؤاد حشوه شجن … بل على الأشواق منطبع
والجوى والوجد مبتذل … دائما والصبر ممتنع