مواطن نموذجي – أحمد مطر

يا أيّها الجلاّدُ أبعِدْ عن يدي

هذا الصفَدْ

ففي يدي لم تَبقَ يَدْ

ولمْ تعُدْ في جسَدي روحٌ

ولمْ يبقَ جسَدْ

كيسٌ منَ الجِلدِ أنا

فيهِ عِظامٌ وَنكَدْ

فوهَتُهُ مشدودَةٌ دوماً

بِحبلٍ منْ مَسَدْ

مواطِنٌ قُحٌّ أنا كما تَرى

مُعلّقٌ بين السماءِ والثّرى

في بلَدٍ أغفو

وأصحو في بلَدْ

لا عِلمَ لي

وليسَ عندي مُعتَقَدْ

فإنّني مُنذُ بلغتُ الرُّشدَ

ضيّعتُ الرّشَدْ

وإنّني حسْبَ قوانينِ البلَدْ

بِلا عُقدْ

إذنايَ وَقْرٌ

وَفَمي صَمتٌ

وعينايَ رَمَدْ

من أثرِ التّعذيبِ خَرَّ مَيّتاً

وأغلقوا مِلَفَّهُ الضَّخْمَ بِكِلْمَتينِ

ماتَ لا أحَدْ