لم تفارق بشاشة الأعياد – ابراهيم الأسود
لم تفارق بشاشة الأعياد … كل ايام بولس العواد
قد جلاهن دهره نيراتٍ … ما حياتٍ بالنور كل سواد
زاهياتٍ بفضله وعلاه … مثل زهو الرياض بالاوراد
كل يوم يجيء منها كيوم … مر في موكب من الامجاد
ان ايام بولس في اتساقٍ … وانتظام مثل القنا المياد
طي ساعاتها عبير ثناه … ضائع النشر بين قار وباد
يتهاداه راحل لمقيم … وهو روح القلوب والاكباد
انما بولس كبيت قصيد … وهو مهوى ضمائر القصاد
بين جنبيه نفس حر كريم … لم تقس بالاشباه والانداد
وزكا محتداً فطارفه في … الفضل والمجد والعلا كالتلاد
سعدت فيه ابرشيته الكبرى … وكانت احق بالاسعاد
المعي ما خانه قط رايٌ … بمجالي الاصدار والايراد
لم يفرق ما بين دنيا ودين … في صلاح النفوس والاجساد
كم مساع له بها باهرات … واياد ما اشبهتها اياد
ومبان للعلم والدين فيها … شادها للصلاح والارشاد
وعلى العلم والكنيسة اسدى … منة ما لشكرها من نفاد
ما انطوت بردتاه الا على … نسك وفضل وعفة وسداد
ووفاء لكل من فاز منه … بوداد اكرم به من وداد
وخلوص لموطن ينبت العز … وما انفك مربض الآساد
وطن حسبه علاءً وفخراً … انه موطن لكل جواد
خالد ارزه خلود مساعي … كل حبر فيه رفيع العماد
واذا فاخرت ببولس حصرون … ففيه فخار كل البلاد
واذا ما احتفت به فهو فيها … طيب الاصل طيب الميلاد
انجبته فانجبت منه حبراً … ما تعدى مناهج الاجداد
وهو فيها هادٍ لدينٍ ودنيا … وارتقاءٍ اعظم به من هاد
كرمته فكرمت منه بدراً … يهتدي فيه كل سار وغاد
كرمته بحفلة فاض فيها … البشر والانس هز كل ناد
ان تسامت بالبطريرك علاءً … فهو شمس في كل حفل وناد
وصلت بولساً به صلة القربى … وفضلٍ سامٍ وخلقٍ جواد
ان في وصف ما حوى من معال … شاعر لا يمل من انشاد
ناظم فيه كل بكر عروب … يتحلى بحسنها كل ناد
فقت في مدحه حبيب ابن اوسٍ … مثلما فقت فيه شعر زياد
دام في غبطة وعيش رغيد … ووقاه الاسواء رب العباد