قِفا حيَّيا بالكرخ عني ربيبَها – حيدر بن سليمان الحلي
قِفا حيَّيا بالكرخ عني ربيبَها … فيا طيب ريَّاه الغداة َ وطيبَها
تفيأَ من تلك المقاصرِ ظلَّها … فعطَّر فيهنَّ الصَبا وجُنوبَها
غُزالٌ ولكن في الرُصافة ِ ناشئٌ … وهل تألف الغُزلانُ إلاّ كثيبَها
فو الله ما أدري أرَزَّ جيوبه … على الشمسِ، أم زرَّت عليه جُيوبها؟
تعشقتهُ نشوانَ من خمرة ِ الصِبا … منعَّم أطرافِ البنانِ خضبها
لو انَّ النصارى عاينت نَار خدِّه … إذاً أوقدت ناقوسَها وصليبها
يُرشِفنُّيها ريقة ً عِنيَّة ً … كخُلقِ أبي الهادي روت عنه طيبها
فتى ً كلُّ فخرٍ إن نظرنا قِداحَهُ … وجدنا مُعلاَّها لهُ ورقيبَها
تراهُ الورى في المحل فرَّاج خطبِها … ندى ً ولدى فصلِ الخطاب خطيبَها
إلى الحسنِ اجتَبنا الفلا بنوازعٍ … خفافٍ، سيُثقلنَ الحقائبُ نيبَها
حلفت بأيديها لسوفَ أزيرُّها … على الكرخ وضّاحَ العَشايا طروبها
إذا ما طرحنا الرحلَ عنها بربعهِ … غفرت لأيامِ الزمانِ ذُنوبها