طاف عليهبالرقمتينِ – مهيار الديلمي
طاف عليهبالرقمتينِ … طيفٌ على النأي من لبينِ
خاطرَ لم يدرِ أين جاب ال … سرى ولم يشكُ مسَّ أينِ
بينزرود إلى أبان … يا شُقّة البعدِ بين ذينِ
زار وخيطُ الكرى ضعيفٌ … لم يتشبَّثْ بالمقلتينِ
والركبُ خدٌّ من بعد زندٍ … وكاهلٌ فوق مرفقينِ
صرعى يصيب الرقادُ منهم … تهويمة ً بين ليلتينِ
كأنَّ ساقي النعاس عاطى … عيونهم بنتَرأس عينِ
فلم يرعني إلا وشاحٌ … طوَّق حضنيَّ من بدينِ
وضمة ٌ بدلتْ مهادا … خشونة َ الأرض لي بلينِ
جدَّد منا وقال خيرا … سرَّ وإن قال قولَ مينِ
ثم أطار الدجى فطارت … به جناحا غرابِ بينِ
زار لأحيا وحان صبحٌ … صيّره زائرا لحيني
يا راكباوالنخيلمنه … مظنَّة ٌ بعد شدّتينِ
احمل سلامي إلى أبان … فاحططه عنّيبالبانتينِ
وحيِّ واسألهما حفيّاً … عن ظبية ٍ أمِّ جؤذرينِ
تنسبُ قحطانَ من أبيها … وأمّها في الذؤابتينِ
فالحسن من أجلها يمانٍ … ينمى إلى بيتذي رعينِ
وقل لقومي من آلكسرى … على تنافي القبيلتينِ
ولادتي بينكم وقلبي … في يعربٍفاعجبوا لذينِ
هان دم لي يعزّ فيكم … يا لعزيز المرام هينِ
لا تطلبوا الثأر عند غيري … فإنّ قلبي قتيلُ عيني
لام على عفتي حريصٌ … والحرصُ إحدى الشقاوتينِ
فظنّ ماء الحياة عدلاً … لسفك ماءٍ في الوجنتينِ
قلتُتنفَّجْ وكد ذليلا … يا رُبَّ عرضٍ في ماضغينِ
أقسمتُ بالمحرمين شعثا … بين المصلَّى والمأزمينِ
وما أحلّوا وما أهلّوا … بحجّة ٍ بعد عمرتينِ
لا قاد ذلُّ الأطماع رأسي … ما دام ليذو الرياستين
أذمَّ لي أن يذالَ وجهي … أغلبُ منه ذو لبدتينِ
غيرانُ جاورتهُ فبيتي … في الأرض بيتٌ في الفرقدينِ
زحمتُ دهري به فأمسى … جنبيَ أقوى العريكتينِ
وبات عزّي منه ونصري … في عامل الذابل الرُّديني
أبيضُ من طينة ٍ خلاصٍ … ما شابها خالطٌ بشينِ
لملمها المجدُ وهي منه … تبرقُ ما بين الراحتينِ
ناولها خالها أبوها … بيضاءَ ملساءَ الجانبينِ
ينبيك من في الزمان منها … عن حسبيها المقدَّمينِ
دوحة ُ مجدٍ لها ثمارٌ … حظُّ فمٍ ما اشتهى وعينِ
بهبة ِ الله يستدلّ ال … رُّوَّادُ منها على الحسين
عالِ بكفَّي أبي المعالي … ذروة ثهلانَأو حنينِ
واستسق خلفيهما وأهوِنْ … إذا استهلاّ بالمِرزمينِ
ففيهما ديمتا سماح … عصراهما غير زائلينِ
تمطر حمراً لنا وبيضا … حياً من التبرِ واللجينِ
أناملٌ كلّهنَّ غصنٌ … روضته بين إصبعينِ
أروعُ سلَّ الإقبالُ منه … عضبا طريرا لصفحتينِ
إذا مضى في وغى ً وشورى … نزا فقدَّ الضريبتينِ
من صيغة الله لم يُثلَّم … ولم يُذله طِراقُ قينِ
ناهزَ حلمُ الكهول طفلا … وساد بين التميمتينِ
فكان في مهده وقارا … كأنه في الوسادتينِ
يا فارس المشرفِ المعالي … كجدولٍ بين أشبتينِ
صاغ لك الأفقَ ذاتَ طوقٍ … هلالها بين كوكبينِ
يمدُّ في سبقه بعرقٍ … سرى إليه من سابقينِ
يصرف عن لاحقٍأبيه … وجها إلى خالهالغضينِ
ذلّت له الأرض لم تذلَّلْ … من قبله تحت حافرينِ
أربعة ٌ في الثرى وقوعٌ … ما بين نسرين طائرينِ
يا سربهِ الجزعَ من دجيلٍ … حديقة ً بين جنتينِ
مسافة لا يطول فيها … مدى ً على ذي قصيرتينِ
ولا يراعي بها دليلٌ … صوبَ سماكٍولا بُطينِ
لو رمتُ إبلاغها بسوقي … بلغتها كلَّ ساعتينِ
وقل لناءٍ قلبي إليه … شرارة ٌ بين جمرتينِ
ما كسيتْ بعدك المعالي … فخرا ولا حلِّيتْ بزينِ
ولا عرفنا منها لياءٍ … ولا لللامٍ ولا لعينِ
كنتَ أباها من قبل تكنى … بها وقبل المكنِّيينِ
مولودة ٌ منك لا بأمٍّ … والخلق ما بين والدينِ
ووجهُبغدادَ مقشعرٌّ … مقفلُ ما بينَ الحاجبينِ
غبتم وغاب السرور عنها … فقلبها بين غائبينِ
بانت مجاليكمُ مساءً … عنها وصبحا بالنيّرينِ
فنحن نمسي فيها ونضحي … نخبط ما بين ظلمتينِ
فراجعوها ذكرى لجنبيْ … دجلة َ فيها والشاطئينِ
واحنوا لملكٍ عودتموه … حنوَّ برَّين حانيينِ
زال وزلتم فقد عرته … ندامة ٌ بين العبرتينِ
تاب وتاب الواشي إليه … والعفوُ ما بين توبتينِ
والتفتوا تنظروا عداكم … حيّاً غدا بين ميتتينِ
وشارداً فاته مناه … يأكل غيظا لحم اليدينِ
عادٌ من الله في علاكم … نيطت بحبلٍ ذي مرَّتينِ
يغنى بها محصدا قواها … حمدا لربّ العنايتينِ
غداً تُقضَّى إليَّ فيكم … نقدا ويقضي الزمانُ ديني
فكلّ يوم للشعر فيكم … عائفة ٌ بين زاجرينِ
تجري ولم تتَّهم بدعوى … ولم تطالبَ بشاهدينِ
صادقة َ الوعد لي عليها … معجزة ٌ بالدلالتينِ
سيَّرتُ فيكم راياتِ مدحٍ … تخفقُ عنى في الخافقينِ
لكم فتوحي بها وختمي … والناس من بعدُ بينَ بينِ
تغشاكمُ غيّبا شهودا … على دنو منكم وبينِ
يحوب مطرى قوم وشعري … في مدحكم ذو الشهادتينِ
منعتُ ظهري بكم فخورا … بجانبيّ المحصَّنينِ
فما أبالي صرفَ الليالي … وأنتمُ بينها وبيني