صِيرِي إِلَى بَيْتِكِ الْجَدِيدِ – خليل مطران
صِيرِي إِلَى بَيْتِكِ الْجَدِيدِ … في رَوْنَقِ الطَّالِعِ السَّعِيدِ
لَمْ تَتْرُكِي مَنْزِلاً مُجِيداً … إِلاَّ إِلَى مَنْزِلٍ مُجِيدِ
أَيُّ أَبٍ حَازِمٍ نَبِيلٍ … دَرَجَتْ مِنْ قَصْرِهِ الْمُشِيدِ
أَخْلَصْتُ وُدِّي دَهْراً لِقَوْمٍ … فَفُزْتُ بِالْمُخْلِصِ الْوَحِيدِ
حَدِّثْ بِمَا شِئْتَ عَنْ دِيَابٍ … فِي الْفَضْلِ مِنْ مبْدِيءٍ مُعيدِ
عَنْ أَدَبٍ عَنْ عُلُوِّ كَعْبٍ … فِي الْجَّاهِ عَنْ نَجْدَةٍ وَجُوْدِ
كَمْ مِنْ حُرِيبٍ ضَعِيفِ رِكْنٍ … أَوَى إِلَى رِكْنِهِ الشَّدِيدِ
وُجُوْدُ أَمْثَالِهِ قلِيلٌ … مِنْ نِعَمِ اللهِ فِي الوُجُودِ
أَسْمَاءُ هَذَا أَبُوكِ فَابْنِي … حِمَاكِ فِي ظِلِّهِ الْمَدِيدِ
وَفِي عِنَايَاتِ خَيْرِ أُمٍّ … يَصْدِرُ عَنْ رَأْيِهَا الرَّشِيدِ
كَأَنَّهَا صَوَّرَتْ مِثَالاً … لِلْبِرِّ بِالزَّوْجِ وَالْوَلِيدِ
إِنْ تَتَشَبَّهْ أَوْفَى الْغَوَانِي … بِهَا تَشَبَّهْن مِنْ بَعِيدِ
تَرَسَّمْتِ فِي الْكَمَالِ رَسْماً … جَرَتْ عَلَيْهِ بِلاَ مُحِيدِ
وَسِرْتِ سَيْراً عَدَاهُ ذَامٍ … فِي ذلِكَ الْمَنْهَجِ الْحَمِيدِ
آلَ الْعَرُوسَيْنِ لاَ بَرِحْتُمْ … مِنَ الْمَسَرَّاتِ فِي مَزِيدِ
لِتَوْبَةِ الْدَّهْرِ أِيِّ حُسْنٍ … فَالْيوْمُ عِيدٌ وَأَيُّ عِيدِ
قَد عَقَدَ الْيُمْنُ فِيهِ عِقْداً … لَهُ فَخارٌ عَلى الْعُقُودِ
غَيْرُ قَلِيلِ أَنْ تَشهَدُوهُ … وَالْمَجْدُ فِيهِ مِنَ الشُّهُودِ
أَسْمَاءُ فِي الْخَرْدِ الْغَوَالِي … فَرِيدَةُ اللُّؤْلُؤِ الْفَرِيدِ
تِلْكَ الذَّكِيَّاتُ فِي حَلاَهَا … مِنْ أَيِّ نَوْعٍ مِنَ الْوُرُودِ
يَأْبَى عَلَى الْعَفَافِ مِنْهَا … وَصْفُ قَوَمٍ أَوْ نَعْتُ جِيدِ
أَمَّا الْمَعَانِي بِهَا فَتَسْمُو … مَعَانِيَ الشَّاعِرِ الْمُجِيدِ
زُفَّتْ إِلَى نَابِهٍ حَصِيفٍ … فِي جِيلِهِ فَاقِدِ النَّدِيدِ
فَتىً وَدِيعٌ كَمَا دَعَوْهُ … غَيْرَ مُرِيبٍ وَلاَ مُرِيدِ
رَقِيقُ حُسْنٍ يَسْطُو بِبَأْسٍ … دَانَتْ لَهُ قُوَّةُ الْحَدِيدِ
بِعَينِ طِفْلٍ وَعَقْلِ كَهْلٍ … مَا فِعْلُهُ فِي فُؤَادِ رَوْدِ
يَا أَيُّهَا الآخِذَانِ عَهْداً … قَدَّسَهُ اللهُ فِي الْعُهُودِ
تِلْكَ السَّلافُ الَّتِي أَحَلَّتْ … بَيْنَ التَّسَابِيحِ وَالنَّشِيدِ
رَمْزٌ إِلَى خُلْسَةٍ أُبِيحَتْ … لِلْحُبِّ مِنْ كَوْثَرِ الْخُلُودِ
تَصِيبُهَا النَّفْسُ وَهْيَ ظَمْأَى … مِنَ الأَمَانِي وَالْوُعُودِ
رَدَّا صَفَاءَ الْهَوَى وَذَوَّقَا … مَا طَابَ مِنْ عَيْشِهِ الرَّغِيدِ