سألَ اللِّوى وسؤالهُ إلحافُ – مهيار الديلمي
سألَ اللِّوى وسؤالهُ إلحافُ … لو كانَ منْ اهلِ اللَّوى أسعافُ
واستمنحَ الأظعانَ وقفة َ ساعة ٍ … لو أسمعَ المتسرِّعَ الوقَّافُ
ساروا وغشمُ البينِ يخلطُ أمرهم … حتى استوى الفرَّاطُ والسلاَّفُ
هي نظرة ٌ هيهاتَ منْ أخواتها … عيناكَ إنْ كفرَ المطيَّ شرافُ
وتعومَّتْ في الآلِ فهي إذا طما … سفنٌ لها وحدوجها أصدافُ
فاطرحْ لحاظكَ سارقاً ما أبصرتْ … منْ قبلِ أنْ تتصدَّعَ الألاَّفُ
يا دارُ لستِ اليومَ مثلَ أمسِ لي … ظهرتْ مفارقة ٌ وبانَ خلافُ
ذوتْ الغصونُ النَّاضراتُ وهيِّلتْ … بعدَ الوثارة ِ فوقكَ الأحقافُ
وتغيَّرتْ ريحُ الصَّبا عنْ خلقها … وليانها فنسميها إعصافُ
كنّضا نرودكِ روضة ً مرشوفة ً … فاليومَ تربكِ دمنة ٌ تستافُ
بذلتْ عزيزتكَ المناسمِ وطأة ً … عنفاً وداستْ خدَّكَ الأخفافُ
وبما يكونُ العيشُ فيكِ صبائغاً … سحَّارة ً حبراتها أفوافُ
وعلى رباطِ اللَّهوِ حولكَ ضمَّرٌ … ذيالة ً أذنابها أعرافُ
إنْ غابَ أهلكِ فالجباة ُ أهلَّة ٌ … أو غاضَ ماؤكِ فالسِّقاءُ نطافُ
فاليومَ أنتِ إلى الدُّموعِ ذريعة ٌ … إنْ ضنَّ منها المسبلُ الوكَّافُ
قدْ أنجزتْ فيكَ النَّوى ميعادها … يا ليتَ إنجازُ النَّوى إخلافُ
لمْ ترمني الأيَّامُ فيكِ بعائرٍ … هي أسهمٌ وجوارحي أهدافُ
أأذمُّ فاحشَ صبغها في غدرة ٍ … عندي لها أمثالها آلافُ
قدْ ملَّستْ جنبي ضغاطُ حبالها … فتشابهَ الإدمالُ والإقرافُ
وطغتْ نوائبها عليَّ فقرصها … جرحٌ ومختصراتها إسرافُ
كاشفتها وصعبتُ لمَّا لمْ يكنْ … عوناً عليها الرفقُ والإلطافُ
ورددتُ سيفَ تجلُّدي بفلولهِ … وصداهُ إذا لمْ يغنني الأرهافُ
هرمَ الزَّمانُ وحوِّلتْ عنْ شكلها … شيمُ الرجالِ وحالتْ الأوصافُ
ورقدتُ تحتَ الضَّيمِ لا عنْ ذلَّة ٍ … مستحلياً للنَّومِ وهو ذعافُ
ما إنْ شريتُ الجورَ مرتخصاً لها … حتى غلا وتعذَّرَ الأنصافُ
وجفتْ خلائقُ كنتُ إنْ جاذبتها … سهلَ القيادِ ولانتَ الأعطافُ
وعذرتُ في فرطِ العقوقِ أرقَّة ً … لؤماءَ حتى عقَّني الأشرافُ
وغدا زعيمُ الدِّينِ مع أمني لهُ … ورجايَ فيهِ على الوفاءِ يُخافُ
وقسا فلولاً أنْ أحاشيَ مجدهُ … منها لقلتُ كلولة ٌ مطرافُ
دبتْ إليهِ عقاربٌ منْ كاشحٍ … مسحولة ٌ أسبابهنَّ ضعافُ
فأظفنْ منهُ بسمعِ أروعَ لمْ يكنْ … منْ جانبيهِ لمثلهنَّ مطافُ
ما كنَّ في تحقيقهِ أو ظنِّهِ … طرفاً وقدْ تتجمعُ الأطرافُ
حتى سرا صبٌّ وأعرضَ مقبلٌ … عني وأنكرَ خابرٌ عرَّافُ
يا سيفَ نصري والمهنَّدُ مانعٌ … وربيعُ أرضي والسَّحابُ مصافُ
ومعيدَ أيَّامي إليَّ سمائناً … بدناً وهنَّ على الحياضِ عجافُ
أخلاقكَ الغرُّ الصَّفايا ما لها … حملتْ قذى الواشينَ وهي سلافُ
والإفكُ في مرآة ِ رأيكَ ما لهُ … يخفى وأنتَ الجوهرُ الشَّفافُ
أظننتَ أنِّي معْ تصاعدِ همَّتي … نحو الدُّناة ِ يكونُ لي إسفافُ
أو للتَّسرعِ في قناتي مغمزٌ … منْ بعدِ ما أطرَ القناة َ ثقافُ
قدْ كنتُ أحسبها تمرُّ بسمعكمْ … سهكَ الرِّياحِ يمجَّها الإسرافُ
وإخالُ مشيَ الوخدِ فيها القهقرى … فإذا الذميلُ وراءهُ الإيجافُ
إنْ كانَ ظنَّاً فهو إثمٌ إو تقلْ … صدقَ المبلِّغُ فهو بي إجحافُ
أو كانَ عتباً مصلحاً ما بعدهُ … فالعتبُ معْ عدمِ الذنوبِ قذافُ
ونعمْ صدقتَ سواكَ منْ أصغي لهُ … سرفاً وأسمعهُ بها الهتَّافُ
لكنْ كرهتَ مصاعهمْ في طرحها … عني وأنتَ الفارسُ العطَّافُ
فاسمعْ ظلامة َ نافثٍ لمْ تكفهِ … سيفَ الزَّمانِ نزاهة ٌ وعفافُ
إنْ فاتهُ استئافكمْ إنصافهُ … غضبتْ لهُ حرماتهُ الأسلافُ
واعطفْ لها عطفَ الكريمِ وداوها … تبللْ فقدْ دويتْ لها الأجوافُ
واحمل وإنْ ثقلتْ عليكَ فإنَّهُ … ما كلُّ حاجاتي إليكَ خفافُ
ولقدْ علمتَ وفي الشُّروعِ غضاضة ٌ … أنِّي إذا وردَ الحريصُ أعافُ
علَّمتني شرفَ الطِّباعِ فليسَ لي … إلاَّ إلى معروفكَ استشرافُ
وأفدتُ عدوى العزِّ منكَ فكلَّما … وسعَ الكفاية َ لي غنى ً وكفافُ
يا منْ إذا ندبَ القريضُ لمدحهِ … عجزَ البليغُ وقصَّرَ الوصَّافُ
ومنْ اجتنى ثمرَ النُّفوسِ بما حفا … والجوُّ أقتمُ والمرادُ جفافُ
وإذا الرِّجالُ تدارسوا أخلاقهُ … وهمُ الكفاة ُ تعلَّموا واقتافوا
وإذا انتضى الأقلامَ منْ أغمادها … طفقتْ تلثَّمَ بالحيا الأسيافُ
زبرٌ توغَّلُ حيثُ لا ابنُ الزُّبرة ِ الدَّ … امي ولا ابنُ الغابة ِ الرعَّافِ
طلبَ الرِّجالُ مداكَ لما أنْ جروا … وتناكصوا باليأسِ لما خافوا
والبدرُ منْ أنوارِ وجهكَ خاشعٌ … يشكو وشكوى مثلهُ استعطافُ
لكَ دونهُ شرفُ النَّهارِ وحظّهُ … من ليلهِ الإظلامَ والإسدافُ
وإذا استتمْ فليلة ٌ منْ شهرهِ … نصفٌ وشهركَ كلَّهُ أنصافُ
والقطرُ يقنعُ منْ سماحتهِ بما … يعتامُ منْ كفَّيكَ أو يعتافُ
جاريتهُ وسحابُ جودكَ ساكنٌ … ففضلتهُ وسحابهُ رجَّافُ
بكمْ استقامَ منْ السِّياسة ِ ميلها … وثرا المقلُّ وأخلفَ المتلافُ
وتعدَّلتْ في الحقِّ كلُّ فضيلة ٍ … فتساوتْ الصهواتُ والأردافُ
أنتمْ بنو الملكِ التَّليدِ وقومهُ … وسواكمُ الجيرانَ والأحلافُ
ميلادكمْ سببُ الصَّلاحِ وخلقكمْ … فينا منَ الباري لنا ألطافُ
سمعاً ولولا أنَّ سمعكَ آذنٌ … ما قادها رفقٌ ولا إعنافُ
أمُّ القوافي المنجباتِ ولمْ تكنْ … لولاكَ تولدُ فاؤها والقافُ
لو لمْ يحركها هواكَ لما مشتْ … خطراً ولا اهتزَّتْ لها أعطافُ
فاجلسْ لها النيروزَ جلسة َ خلوة ٍ … سعدانِ عيدٌ مقبلٌ وزفافُ
وفِّرْ قراهُ منْ السُّرورِ وقسمنا … ممّا تجودُ فكلُّنا أضيافُ
في نعمة ٍ مخلوعها متجدَّدٌ … أبداً وماضي عمرها استئنافُ
غرفاتها مرفوعة ٌ ومياهها … مسكوبة ٌ وجنانها ألفافُ