ذكرَ العيشَ بالحمى فبكى لهْ – مهيار الديلمي
ذكرَ العيشَ بالحمى فبكى لهْ … ورأى العذلَ حظَّه فاستقالهْ
وأخو الشوق منْ أطاعَ هواه … وفتى العهدِ من عصى عذَّالهْ
من تناسى بالبان مغنى هواه … فبنفسي غصونه الميّالهْ
ونسيم من تربه حملته … لفؤادي ريحُ الصِّبا الحمّالهْ
كلّما قلت قرَّ قلبي على با … بلَ هبّت فهيّجتْ بلبالهْ
وجدتني أنى يئستُ فعادت … لوعتي جمرة ً وكانت ذبالهْ
لا وأيّامِ حاجرٍ وليالي … ه تقضَّى قصيرة ً مستطالهْ
وزمانٍ أعاده الله بالجز … عِ تباري أسحاره آصالهْ
وأحاديثَ كالسقيط من العق … دِ فإن كنّ السحرَ كنّ حلالهْ
لا يقول الوشاة ُ عنّى محبٌّ … غيَّرَ النأيُ ودَّه فأحالهْ
ومتى ما سلوتُ يأسا وحزما … فتعلَّم أني سلوتُ ملالهْ
من عذيري والليلُ تختلب العي … نَ على جوزهِ البروقُ الخالهْ
فيريني تلك الثنايا الطريرا … تِ وتلك المراشفَ السلسالهْ
أنا في صبغة ِ الوفاء وإن حوّ … لَ دهري في لمَّتي أحوالهْ
أنكرتني مع البياضِ وقالت … قبسٌ يكرهُ الظلامُ اشتعالهْ
من جناها حربا عوانا على رأ … سك أم من أثارها قسطالهْ
لثْ عليها الرداءَ فالشّعر المق … تول داءٌ في الأعين القتّالهْ
قلتُ لكنّها الهدى من ضلالي … والهدى عندهنّ تلك الضلالهْ
يا ثقاتي على الغرام وأحلا … في في طاعة الصِّبا والبطالهْ
أكلَ الدهرُ بعدكم ما كفاه … من مراحي وضامني ما بدا لهْ
غادرتْ عودي الصليبَ ليالي … ه سفاة ً على الصعيد مذالهْ
تتبع الريحَ شأمة ً ويمينا … وتطيعُ المساحبَ الذيّالهْ
واحدا أزحمُ الأعادي بصدرٍ … لو بغى مثله البعوضُ أمالهْ
ما غناء الوحيد غاب موالي … ه وبتَّ المصارمون حبالهْ
ورماه في أهل وصلته الده … رُ ولكن رمى بهم أوصالهْ
وحدة َ السيف مغمدا غير أن قد … شرب الغمدُ ماءه وصقالهْ
وبرأيٍ يضيع عند زمانٍ … لا مفيدٍ ولا مؤدٍّ حمالهْ
والذي في يدي من الناس محلو … لُ الأواخي مقلقلٌ جوّالهْ
في الغنى عنه صاحبي ومع الحا … جة خصمٌ لا أستطيع جدالهْ
فكأني راميتُ أعزلَ منه … نغلا أو أمنتُ ودَّ ثعالهْ
وإذا ما انتصرت بالفضل يوما … نصرتني معونة ٌ خذّالهْ
فاتني حظّه وعاد وبالا … وشقاءً لا ينعم الله بالهْ
رحل الحاملون كلفته عن … ي وبقَّوا لكاهلي أثقالهْ
كلّ حام لسرحه قائم الحف … ظ على رعيه أمين الكفالهْ
صحب الله والثناء رجالا … ناهضوا دهرهم فكانوا رجالهْ
أدركوه معنَّسا أشمطَ الرأ … س فردّوا شبابهُ واقتبالهْ
أعجز البُزلَ داؤه فتلافو … ه وكانوا جذاعهُ وفصالهْ
دعِّم الملك منهمُ بأكفٍّ … صعبة ِ الأسرِ جلدة ٍ عمّالهْ
لم يخنها ضعفُ العروق الأصيلا … ت ولا طينة ِ الثرى الهلهالهْ
طاب عبدُ الرحيم في تربها عي … صا وطابت عصارة ً وسلالهْ
ركبوا أنجمَ السرايا وصالوا … ورؤوا أنجم الحجا والأصالهْ
فهمُ في الوغى السيوفُ المصالي … ت وفي الندوة الملوكُ القالهْ
ووفى ذو الرياستين بسعيٍ … أعرض المجدَ ما اشتهى وأطالهْ
أحرز السؤددَ التليدَ ومدَّتْ … يدهُ تبتغي المزيدَ فنالهْ
علقَ الحظّ والغناءُ بكفي … ه فكافا بفضله إقبالهْ
واستردّ الكهولُ مقتبلَ العم … ر تودّ اجتماعه واعتدالهْ
لا الحصور الذي إذا ازدحم القو … ل على بابه أضاق مجالهْ
وإذا أظلم الصوابُ على الرأ … ى أضاءت له فجاجُ المجالهْ
ملك الجودَ يوم يُعطى على البح … ر فأمواههُ تظلِّمُ مالهْ
وشكاه بدرُ السماء إلى الأر … ض وقد بزَّ نوره وجمالهْ
فحمى الله من غدا البحرُ والبد … رُ معاً يطلبان منه الإقالهْ
أيّ غمزٍ في الملك مذ لم تثقّف … ه ومذ لم ترشْ يداك نبالهْ
لكفاه نقصا رضاه بأن تب … عدَ عنه وقد دعاك كمالهْ
غبت عنه نجما وغاب أخوك ال … بدرُ فالتِّيهُ سيرهُ والضلالهْ
ومتى البطشُ والدفاعُ إذا فا … رق جسمٌ يمينه وشمالهْ
خبط الملكُ بعدكم يخطب الأك … فاءَ للأمر والكفاة َ العالهْ
فإذا بالصدى الغرورِ يلبّي … ه ورجع المنى يجيبُ سؤالهْ
فهو يستولد البطونَ العقيما … تِ ويسترفد الظنونَ المحالهْ
ويبيح السنَّ البنان إذا ما … غاله من ندامة ٍ ما غالهْ
زال عنه وعن وزارته ظلّ … كمُ وهو بالعقوق أزالهْ
بات يدعو طلسَ الذئابِ إليها … ويدبُّ العقاربَ الشوّالهْ
كلّهم أجنبون عنها وأنتم … زعماءٌ لها وآلٌ وآلهْ
واليكم مسيرها إن قضى الل … هُ لها ما يسرّها وقضى لهْ
نذُرٌ فيكمُ وآياتُ صدقٍ … ليَ فيها شريعة ٌ ومقالهْ
قول شعري فيها قسامة ُ صدقٍ … وحديثي فيها زكيّ العدالهْ
ويرى بعدها العدا وأراها … رجعة َ الطرف سرعة ً وعجالهْ
ما لعينيّ قرّة ٌ ولقلبي … غيركم إذ أرى غداً أطلالهْ
وأرى منك ملءَ سرجك ليثا … يرهبُ الناسُ بطشه وصيالهْ
تجتليك الأبصارُ بدرا مكانَ الت … اج منه عمامة ٌ كالهالهْ
فوق طرفٍ مثلِ الغزالِ عليه … منك وجهٌ يزري بوجه الغزالهْ
أملٌ من مفجَّعٍ بنواكم … كان منكم مبلَّغا آمالهْ
ظلُّكم ربعه الأنيسُ وأيا … مكمُ الصالحاتُ تصلح حالهْ
سالمِ الغيبِ فيكمُ كلّما ب … دَّل دهرٌ بأهله أبدالهْ
واحد القلبِ واللسانِ سواءٌ … ما نواه في مدحكم أوقالهْ
ترك الناسَ جانبا وثنى نح … وكمُ عيسه وحطَّ رحالهْ
لا يبالي إذا بقيتم من الحا … بسُ عنه النوال أو من أنالهْ
فافترعها مع الملاحة والد … لِّ سليسا قيادها وصَّالهْ
حفظتكم فما أخلَّ لها رس … مٌ بكم تنكر العلا إخلالهْ
هجرتْ قومها إليك ومغنا … ها وزارتك برزة ً مختالهْ
لم تخف جانبَ المحول من الأر … ض ولم تخشَ في السُّرى أهوالهْ
يصحب المهرجانُ منها جمالا … يقتفي إثره ويحذو مثالهْ
ويكرَّانِ يطرقانك ما قا … مت بنعمان بانة ٌ أو ضالهْ