حين تغيبين – غازي القصيبي

يبعثرني الشوق حين تغيبين

فوق الجبال و تحت البحار

و يرسلني في هبوب الرياح

و في عاصفات الغبار

و يزرعني في السحاب الثقال

وراء المدار

وا واه لو تبصرين العذاب المكبل

في نظراتي

و في كلماتي

وا واه لو تلمحين الخناجر

ترضع من ضحكاتي

و أعجب كيف أخوض الجموع

بدونك

و أرقص فوق الحراب

بدونك

أمثل في مسرح الزيف ألف رواية

و أهذي بألف حكاية

و أرجع عند انسدال المساء

فأحلم أني رميت شقائي

بليل عيونك

و نمت.. و نام الشقاء

إذا غبت لا شيء.. لا شيء.. لا شيء

هذي الحياة

بكل شذاها و ألحانها

بكل صباها و ألوانها

و أقزامها.. و الكبار الطغاه

و ما دبجته أكف المنى

و ما سطرته دموع الضنى

كأن الحياة إذا غبتي عكس الحياة

لندن:

1978م

1398هـ