حمامَ اللوى رفقاً به فهو لبهُ – مهيار الديلمي
حمامَ اللوى رفقاً به فهو لبهُ … جوادا رهانٍ نوحكنّ ونحبهُ
قراكنّ من لا ينقعُ الطير ماؤه … و لا يشبعُ النوقَ السواغبَ عشبهُ
و طرتنَّ حيث القانصُ امتدّ حبلهُ … و طالت فلم تعدُ القوادمَ قضبهُ
أعمداً تهيجن امرأً بان أنسه … و أسلمهُ حتى أخوه وصحبهُ
أمرّ ومهري مغرمين على اللوى … فأسأله أو كاد ينطق تربهُ
من الحيّ تستقُّ العرضنة َ عيسهُ … إزاءك حتى امتدّ كالسطر ركبهُ
و في الظعنِ محسودُ الحواضر مترفٌ … تلاثُ على خدّ الغزالة نقبهُ
تطولُ على الصواغِ حين يمدها … خلاخيلهُ الملأى وتقصرُ حقبهُ
جهدنا فلم ندرك على أنَّ خيلنا … سواءٌ عليها سهلُ سيرٍ وصعبهُ
و قد فطنتْ للشوق فهي تسرعا … تكاد تعدّ السير يومَ تغبهُ
أكلُّ ظمائي غائضٌ ما يبله … و كلّ سقامي معوزٌ منْ يطبهُ
تلاعبتَ بي يا دهرُ حتى تركتني … و سيانِ عندي جدّ خطبٍ ولعبهُ
و أبعدتَ منْ أهوى فإن كنتَ مرمعا … لتسلبني عنهم فسعدٌ وقربهُ
بودي وهل يغنى عن المرء وده … و أشياعهُ فيما يحاول حزبهُ
سلكتُ مجازَ العزّ بيني وبينه … تحطُّ روابيه وتهتكُ حجبهُ
و لو أنّ أرضا مهلكا هان قطعها … و لو أنّ ماءً من دمٍ ساغ شربهُ
إلى قمرٍ طرفي تعللَ دونه … و كم قمرٍ غطته دونيَ سحبهُ
أبا القاسم المرعى مريرٌ نباتهُ … يبيسٌ وحلوُ العيش عندك رطبهُ
أقول وما داجتك زوراً محبتي … و قد يفرط الإنسانُ فيمن يحبهُ
زكا غصنٌ من آل ضبة َ أصلهُ … أبوك له فرعٌ وإنك عقبهُ
علاءٌ تملتْ منه بالودّ عجمهُ … لصحبها واستبقتِ العزَّ عربهُ
رأى بك ما أنسى ابنَ غيلٍ شبولهُ … فخيرا بخيرٍ أو فشرا يذبهُ
قليلا على حكم النجابة شبههُ … كثيراً على ما توجب السنُّ تربهُ
لئن أخرتني عن فنائكما التي … عتبتُ لها دهري فلم يجدِ عتبهُ
و ستوفني رؤياكما فألطَّ بي … فعادتهُ في أخذ حقيَ غصبهُ
فيا ليته أدنى مزاريَ منكما … و أهلى َ مرعاه وداريَ نهبهُ
و ما أنا من تصبيه أوطانُ بيته … لعاجلِ أمرٍ سرَّ والعارُ غبهُ
إذا أنا أبغضتُ الهوانَ وداره … فأهونُ ما فارقتهُ من أحبهُ
صلونا فإنا مجدبون بمنزلٍ … يضيق على الأيام بالحرّ رحبهُ
سواءٌ به يا آل ضّة ليثهُ … إذا سار يبغي الرزق فيه وضبهُ
و كانوا عياراً ربما جاد بعضهم … فأعدى صحاحَ السرحِ يا سعدُ جربهُ
يعزّ عليكم كيف يرجعُ مرملا … غلامٌ من الآداب والمجد كسبهُ
تقدمني قومٌ وما ذاك ضائري … لديكم إذا ما أخلص الزبدَ وطبهُ
أبانهمُ تلفيقُ جهلٍ يربهم … و أخملني تحقيقُ فضلٍ أربهُ
تحلَّ بها يا سعدُ فهي قلادة ٌ … يزينُ فيها فاخرَ الدرّ ثقبهُ
هدية ُ خلًّ إن جعلتَ ودادك ال … صداقَ لها مع فقره فهو حسبهُ
يرفعهُ عن بذلة البعد عتبهُ … و همته العليا إلى الناس ذنبهُ
و لي أختها عند الوزير تلوح في … دجى الليل أو تبدو فتخجلُ شهبهُ
يلذُّ لها مدُّ النشيد ولينه … و يزهى بها رفعُ الكلامِ ونصبهُ
لها حسنها لكن أريدك شافعاً … و خيرُ شفيعٍ لي إلى الجسم قلبهُ