تَكْتُبُ يَوْمِيَّاتِهَا عَادِلَهْ – خليل مطران
تَكْتُبُ يَوْمِيَّاتِهَا عَادِلَهْ … نَاقِدَةً فِي حُكْمِهَا عَادِلَهْ
تَذْكُرُ مَا يَخْطُرُ فِي بَالِهَا … فِي كَلِمٍ مَعْدُودَةٍ حَافِلَهْ
وَتَصِفُ النَّاسَ عَلَى خِبْرَةٍ … حَتَّى تَرَاهُمْ صُوَراً مَاثِلَهْ
وَتَصِفُ الأَحْوَالَ مَشْهُودَةً … كَأَنَّهَا المِرْسَمَةُ النَّاقِلَهْ
فِي جُمَلٍ مُوجَزَةٍ جَزْلَةٍ … وَاضِحَةٍ نُرْسِلُهَا عَاجِلَهْ
أَعْجَبَنِي مِنْ نَقْدِهَا قَوْلُهَا … فِي غَادَةٍ بَادِنَةٍ جَاهِلَهْ
فُلانَةٌ حَسْنَاءُ لَكِنَّهَا … عَلَى صِبَاهَا بَضَّةٌ خَامِلَهْ
إِنْ تَتَكَلَّمْ فَهْيَ مَجْهُودَةٌ … أَوْ تَتَحَرَّكْ فَهْيَ مُثَّاقِلَهْ
كَوَرْدَةٍ أُكْثِرَ إِرْوَاؤُهَا … فَنَشَأَتْ مَائِيَّةً ذَابِلَهْ
وَقَوْلُهَا فِي هَرِمٍ جَاعِلٍ … هَوَى الغوَانِي شُغُلاً شَاغِلَهْ
وَجْهُ الثَّمَانِينَ وَشِعْرُ الصِّبَا … أَلشَّيْبُ حِلْيَ الأَنْفُسِ الكَامِلَهْ
لَمْ يَتَزَوَّجْ وَهْوَ شَأْنُ امْرِيءٍ … يَحْسَبُ جَهْلاً نِسْوَةَ النَّاسِ لَهْ
فَضَاعَ فِي إِسْرَافِهِ عُمْرُهُ … وَلَمْ يَنَلْ إِلاَّ المُنَى السَّافِلَهْ
وَمَا دَرَى أَنَّ سُعُودَ الْهَوَى … لِفَاضِلٍ زَوْجَتُهُ فَاضِلَهْ
وَقَوْلُهَا خَطْرَة فِكْرٍ لَهَا … كَأَنَّهَا عَنْ نَفْسِهَا قَائلَهْ
فُلانَةٌ حَسْنَاءُ لي زَعْمِهِمْ … أَدِيبَةٌ آنِسَةٌ عَاقِلَهْ
لَكِنَّهَا لَيْسَتْ عَلَى ثَرْوَةٍ … إِذَن فَهَاتِيكَ الحِلَى بَاطِلَهْ
يَزْدَحِمُ الفِتْيَانُ فِي بَابِهَا … وَتَتْبَعُ الْقَافِلَةُ الَقَافِلَهْ
كَأَنَّهَا التِّمْثَالُ فِي مُتْحَفٍ … تَزُورُهُ لِلرُّؤُيَةِ السَّابِلَهْ