تبارك الله ما في اليأس من باسٍ – محيي الدين بن عربي
تبارك الله ما في اليأس من باسٍ … والناسُ ليس لهم فضلٌ على الناسِ
منْ حيثُ ما هوَ ناسٍ إنَّهُ ولدٌ … لآدمَ وهو المنعوتُ بالناسي
معرِّفٌ بالذي في الطبع من صفة … وأين نور الهدى من نورِ نبراس
لقدْ أتاني كلامٌ كلهُ حكمٌ … مني بصورة ِ إلهامٍ ووسواسِ
فقالَ لي وهوَ صدقٌ في مقالتهِ … إشربْ بكاسي وإني الماءُ في الكاسِ
كما جُعلتْ لموسى النارُ حاجبة ٌ … حتى أ:لمهُ من ذاتِ مقباسِ
ليعلمِ العبدُ أني كلُّ منْ وقعتْ … عينٌ عليهِ منْ أنواعٍ وأجناسِ
فليس في الكون غيري والخلائقُ لي … فلي الغنى ولهم فقرٌ بإفلاس
إني ظهرتُ بأديانٍ مفصَّلة ٍ … على لسانِ فقيه بي وشماسِ
وقمت في كلِّ حالٍ توصفون به … وصرتُ أظهر في العاري وفي الكاسي
وما تجلَّيتَ إلا لي فأدركني … عيني وأسمعتْ سمعي كلَّ وسواسِ
وما تحليت إلا بي لاظهر لي … فقمتُ لي أدباً حباً على الراسِ
لمَّا ابتغاني الذي يدري معاملتي … حجبتهُ معلماً بالشامخِ الراسي
ولم يكن غير عيني الشامخِ الراسي … فلمْ تقعُ وحشة ٌ إلا بإيناسِ
تنازعتْ فيّ أضدادٌ فقلتُ لها … إنَّ الحياة َ لفي طاعون عمواس
أحياهم الله في موت مشاهدة … ما في الحياة التي في الموت من باس