بئس الحياة بكون – ابراهيم الأسود
بئس الحياة بكون … مصيره للفساد
فيه الرزايا استكنت … كالنار تحت الرماد
مصائب قد رمانا … بها الزمان المعاي
بالامس خطب دهانا … بذي المعالي مراد
واليوم رزءٌ عظيم … قد حل في كل ناد
رزء الامين المفدي … مولى الندى ذي الايادي
من ذا يسكن حزناً … اضاع مني رشادي
فكيف اسلو وحزني … عليهما في ازدياد
او كيف تغمض عيني … ومضجعي من قتاد
مراد قد قال بعدي … على امين اعتمادي
عون لام بهيج … وموئل لوداد
اجابه يا عديلي … اليك كل استنادي
اخبرت مريم اني … للموت قبلك غاد
عارٌ علي اذا ما … رعيت عهد ودادي
وهل تطيب حياتي … ان غاب عني مرادي
فالعيش عندي رخيص … وسوقه في كساد
والموت في الناس امسى … يعدو كخيل الطراد
يروعني عنك بعد … اطيل فيه سهادي
قد انجز الوعد حالاً … اذ كان حر المبادي
وكان سيفاً صقيلاً … في الحادثات الشداد
وكان في كل خطب … كالمرهفات الحداد
ونعمة لذويه … ونقمة للاعادي
واية في ذكاه … ونقطة الاجتهاد
اذا دعي لمهم … لبى كقدح الزناد
هل قلبه من حديد … ام جسمه من جماد
شطر الحياة قضاه … في غربة وبعاد
فتارة في الروابي … وتارة في الوهاد
او في قطار تراه … او فوق ظهر الجواد
او آكلاً دون شرب … او شارباً دون زاد
لم ينشغف بقمار … ولا بحب سعاد
ولا اضاع زماناً … مع الغواني الخراد
ولا بقصف ولكن … برفع شأن البلاد
كم شاد للحكم فيها … صرحاً رفيع العماد
كم جر نهراً ليروي … بمائه كل صاد
كم من صراط قويم … اليه بالفن هاد
كم من نجاح عظيم … من رأيه مستفاد
وكل ذا لم يفده … في العمر عند النفاد
اذ المنية القت … به الى جوف واد
فاثخنته جراح … كأنها في فؤادي
فقلت لما رأته … عيناي فوق الوساد
والقلب دام عليه … والحزن في الوجه باد
هل مات في الحرب ارخ … ام مات تحت الجهاد
لا تخلعوا يا بنيه … عنكم ثياب الحداد
ان الامين قليل … نظيره في العباد
جادته منا دموع … تجري من الاكباد