الله يعلمُ أني لستُ أذكره – محيي الدين بن عربي
الله يعلمُ أني لستُ أذكره … لعلمِهِ باعتقادي أنَّهُ الذاكرْ
فليسَ يذكرهُ إلا هويتهُ … والعبدُ يحجبها عن عينه ساترُ
وقد علمتُ بما في الدارِ من حرم … مستراتِ عنِ الإدراكِ بالناظرْ
الدارُ دارُ نعيمْ لا اكتراثَ بها … فإنْ أضيفَ إليها فهوَ بالنادرْ
لأنَّ ذلكَ إنْ قالوه عنْ غرضٍ … من النفوسِ إذا ما لم يكن زاجرُ
أو كالذي قيل في عين الحسان إذا … أمرضننَ في نظرٍ يا ظرفها الفاترِ
تلهفي حيثُ لا أحظى بجنتها … عن التألم وهو المؤلم الحاضرُ
إنّ التألمِ يعطي الشخصَ نشأتهُ … لا الدار فاعلم بأنَّ الحكم للخابر
لو كان للدار أخران لما وجدت … لذاتها أنفسٌ سرورها ظاهر
بما ينعمُ ذا بهِ يعذِّبُ ذا … أعني به السببَ المشهودَ لا الناظر
فإن علمتَ الذي قلناه قلت به … وإنْ جهلتَ فأنتَ التاجرُ الخاسرْ