العلمُ أشرفُ ما يقنى ويكتسبُ – محيي الدين بن عربي
العلمُ أشرفُ ما يقنى ويكتسبُ … بصالحِ العملِ المرضيّ في خلقِ
والوهبُ في العلمِ أمرٌ لا يصحُّ لما … عندي له من الاستعداد والطرق
فإنْ تردْ صفة ٌ عليا مقدسة ٌ … مثل التبشش للورّادِ والملَقِ
ولستُ أقصد للوارد ما زعموا … غيرَ الأسامي التي تأتي على نسق
كمثل أسمائه الحسنى التي علمت … تخلقاً طبقاً منها على طبق
أعوذُ منها بها بقولِ عالمها … كما تُعوَّذ في ناس وفي فلق
ومن جهالة من تردى جهالته … ومن دخيلٍ أتى يبغيك في الغسق
إذا رأيتَ ولياً يستريحُ إلى … ذي لوعة دائم الأشواقِ والحرقِ
بادرْ إليهِ عسى تحظى برؤيتهِ … فإنّ تحصيلها في النص والعنق
فإنه من شهود الذات في دعة … وإنه من حجابِ العين في قلق
تجري بخاطره في كل آونة … معَ الملائكة ِ العالينَ في طلقِ
جرتْ على السنة ِ البيضاءِ سيرتهُ … وليس يقطعه قواطع العلق
وكل ما جاء مما لا يسرُّ به … منَ الإلهِ فمحمولٌ على الحدقِ
ولوْ يكونُ لهُ الإنسانُ في كبدٍ … والنفسُ في تلفٍ والحلقُ في شرقِ
فحاصل القولِ في الألوان إنْ كثُرت … في أسود حالك وأبيض يققِ
ولا تخادعُ إلهَ الخلقِ في أحدٍ … فإنَّ تقليده المعلوم في العنق