إذَا بَعُدُوا وَافُوكَ أَسْرَى وإنْ دَنَوا – الشاب الظريف
إذَا بَعُدُوا وَافُوكَ أَسْرَى وإنْ دَنَوا … لغزوكَ وافتهُمُ قناً وصوارِمُ
وَلاَ غَائِبٌ إلا أَتَى وَهْوَ تَائِبٌ … وَلاَ قَادِمٌ إلا أَتَى وَهْوَ نادِمُ
لأعناقهِمْ بالبيضِ منكَ معانقٌ … لِغَيْرِ هَوًى فِيهِمْ وبِالسُّمْرِ لاثمُ
تفتَّحَ منهم بالسُّيوفِ شقائقاً … عَلَيْهَا الدُّرُوعُ الضَّافِياتُ كَمائِمُ
بحربٍ تكونُ البيضُ مِنها بوارقاً … نجيعهم فيها الغُيومُ السَّواجِمُ
قتلهُم بالذُّعرِ حتَّى كأنَّما … تُحَارِبُهُم فيهِ وأَنْتَ مُسَالِمُ
وَقَدْ عَلِمَ الأَعْدَاءُ أَنّكَ إنْ تَقُمْ … بِقائِمِ سَيْفٍ فَهوَ بالنَّصْرِ قائِمُ
إذا رُمتُ أن ترقَى إلى المجدِ سُلَّماً … صعدتَ إليهِ وصَعا وسلالِمُ
وَحَفَّ بِكَ الجَيْشُ الذي بِكَ نَصْرُهُ … ومِنكَ لهْ إقدامهُ والعزائِمُ
وسارَ ببيدرٍ من سَنا وجهكَ الذي … بهِ ظُلماتٌ تنجلي ومظالمُ
عَلى الأعْوَجِياتِ العِتَاقِ التي لها … حوافرُ للهاماتِ مِنها عَمائِمُ
تمدُّ بها في السير أجيادُها التي … كأنَّ لحى الأعداء فيها براجِمُ
سِهَامٌ عَلَى مَثلِ السِّهَامِ تَبسَّمَتْ … سيوفُهُم حيثُ الوجُوهُ سَواهِمُ
وليس بِناجٍ مِنكَ جَانٍ بجرمِهِ … إذا أعوزتهُ من يديك المَراحمُ
يَكِرُّ بِمَا تَهْوى الجَديدانِ في الوَرَى … وتسري بما ترضي الرِّيَّاح النَّواسِمُ
وَتَحْتَقِرُ الفُرْسَانَ حَتَّى كأَنَّهُمْ … وهم بهمٌ يوم الهياجِ بَهائِمُ
وَتُعْطِي أَيادِيكَ التي يَدَكَ احْتَوَتْ … ولو جمعت في راحَتَيكَ الأَقالِمُ
كَأَنَّكَ أُمٌّ والأَنَامُ بِأَسْرِهِمْ … يتامى وبعلٌ والأنامُ أَيائِمُ
تَؤمُّ رِمَاحُ الخَطِّ بِيضَكَ في الوَغَى … كما قابلت بيض الوُجُوه المعاصِمُ
وتغِضِي عن الفحشاءِ لا عن جهالة ٍ … ولكنْ لِمَعْنَى آثَرَتْهُ المَكَارِمُ
وَلي مُدَحٌ بالَغْتُ فيها بَلاغَة ً … وأَثْنَيْتُ فيها بالذي أَنَا عَالِمُ
وَلي فيكَ آمالٌ عَلَيْكَ بُلُوغُها … فلا دافعَ دُون الذي أنت حاكِمُ
أَبْعَدَك يَحْوِي المَجْدُ مَنْ هُو فاخِرٌ … وبعدي يقولُ الشِّعرَ مَنْ هُوَ ناظِمُ
وإنَّ لِسَانِي ذو الفِقَارِ عَلِيُّهُ … عُلاكَ فَمَنْ مِثْلِي وَمِثْلُكَ غَانِمُ
أجر وأجزْ واعطف وأعطِ فَإِنَّما … يَخُصُّ كَرِيماً بالنَّوالِ الأَكَارِمُ