أَفيقي مَن مَلاَمِكِ يا ظَعينا – دعبل الخزاعي
أَفيقي مَن مَلاَمِكِ يا ظَعينا … كَفاكِ اللَّومَ مَرُّ الأَرْبَعينا
أَلَمْ تَحْزُنْكِ أَحْداثُ اللَّيالي … يشيبنَ الذوائبَ والقرونا
إذا لمْ تتعظُ بالشيبِ نفسي … فما تغني عظاتُ الواعظينا
عَلَى أَني وإِنْ وقَّرتُ شَيْبي … أشاقُ إذا لقيتُ الوامقينا
وأهوى أنْ تخبرني سليمى … وأُخْبرَها بِما كُنَّا لَقينا
أَحَبُّ ذَخِيرة ٍ، وأحَبُّ عِلْقٍ … إليَّ : الغانياتُ وإنْ غنينا
وكلُّ بُكاءِ رَبعٍ أَو مَشيبٍ … نبكيهِ فهنَّ بهِ عنينا
أُحِبُّ الشَّيبَ لما قِيلَ: ضَيفٌ … لحبي للضيوفِ النازلينا
وَما نَيلُ المكارم بالتَّمنّي … ولا بالقولِ يبلي الفاعلونا
أُحِّيي الْغُرُّ مِن سَرَواتِ قومي … ولا حُيّيتِ عنا يا مَدينا
فإن يكُ آل إسرائيل منكم … وكنتم بالأعاجم فاخرينا
فلا تنسَ الخنازيرَ اللواتي … مسخنَ معَ القرودِ الخاسئينا
بأيلة َ و الخليج لهمْ رسومٌ … وآثارٌ قَدُمْنَ وما مُحِينا
وهمْ كتبوا الكتابَ ببابِ مروٍ … وبابِ الصينَ كانوا الكاتبينا
وهُمْ سَمّوا سَمَر قَنداً بِشَمْرٍ … وهُمْ غَرَسُوا هناكَ التُّبَّتينا
وفي صَنَمِ المَغاربِ فوقَ رَملٍ … تسيلُ تلوله سيلَ السفينا
وما طلب الكميتِ طلابُ وترٍ … ولكنّا لُنُصْرَتِنا هُجِينا
لَقَدْ عَلِمَتْ نِزارٌ أَنَّ قومي … إِلى نَصر النُّبوَّة ِ سابِقينا
ويُخْزِهمُ ويَنصرْكمْ عَليهمْ … ويشفِ صدور قومٍ مؤمنينا
منْ اي ثنية ٍ طلعتْ قريشٌ … وكانوا مَعْشَراً مُتَنَبَّطينا
قتلنا بالفتى القسريَّ منهمْ … وَليدَهُم أَميرَ المؤمنينا
و مرواناً قتلنا عنْ يزيدٍ ؛ … كذاكَ قضاؤنا في المعتدينا
و بابنِ السمطِ منا قد قتلنا … مُحَمَّداً ابنَ هارُونَ الأمينا
قَتَلْنا الحارِثَ الْقَسريَّ قَسراً … أَبا لَيْلَى وكانَ فَتى ً أَثِينا
فمنْ يكُ قتلهُ سوقاً فانا … جَعَلْنا مَقْتَلَ الخلَفاءِ دِينا