أَخَذَتْكَ أَخْذَ الْعِزِّ رِقَّةُ مَارِي – خليل مطران
أَخَذَتْكَ أَخْذَ الْعِزِّ رِقَّةُ مَارِي … فَهَوَيْتَهَا وَالصَّبُ كَيْفُ يُمَارِي
حَوْرَاءُ نَاصِعَةٌ كَأَنَّ بَيَاضَهَا … نَسْجٌ مِنَ اللَّمَّاحِ فِي النَّوَّارِ
بِبَهَائِهَا انْفَرَدَتْ وَيَحْفَلُ إِنْ بَدَتْ … مِنْهَاجُهَا بِمَوَاكِبِ الأَنْوَارِ
وَلَهَا قَوَامٌ إِنْ تَأَوَّدَ خَاطِراً … أَزْرَى بِتَأْوِيدْ الْقنا الخَطَّارِ
عَجَبٌ عِجابٌ لِلْنُّفُوسِ ذَكَاؤُهَا … مُتَلأَلِئَاً فِي لَحْظِهَا السَحَّارِ
فِي أَيِّ مِصْبَاحٍ كَزَاهِرِ وَجْهِهَا … تَتَنَوَّرُ الأَلْبَابُ ضَوْءَ مَنَارِ
إِنْ حَاضَرَتْ فِي مَجْمَعٍ أَوْ نَاظَرَتْ … فَالْحُسْنُ فِي الأَسْمَاعِ وَالأَبْصارِ
يَا مَرْيَمُ اعْتَزَّي بِفَضْلٍ حُزْتِهِ … جَمُّ الصُّنُوفِ مُنَوَّعُ الآثَارِ
وَتَسَمَّعِي وُسْوَاسَ مَا بِكِ مِنْ حَلىً … فِي النَّفْسِ يُرْجِعُهُ صَدى أَشْعَارِي
بِكِ زَهْوُ آلِ بُشَارَةٍ أَهْلِ النَّدَى … أَهْلِ الْوفَاءِ لِخِدْنِهِمْ وَالجَارِ
النَّازِلِينَ مِنَ الزَّمَانِ وَوَجْهِهِ … مُتَهَلِّلٍ بِمَكَانِ الاِسْتِبْشَارِ
ثُمَّ اهْنَإِي بِلُقَاءِ مَنْ آثَرْتِهِ … وَهْوَ الْجَدِيرُ بِذَلِك الإِيثارِ
وَلْيَهْنَإِ ابْنُ أَخِي بِحُسْنِ خِيَارِهِ … لِعَرُوسِهِ وَالعَقْلُ حُسْنُ خِيَارِ
كَفُؤَانِ مَا أَحْلَى لِقَاءَهُمَا وَمَا … أَعْلَى رَجَاءُ المَجْدِ وَالأَخْطَارِ
بِليُون تِمِّي نِعْمَ صَائِنُ عِرْضِهِ … وَمُعِزِّ أُسْرَتِهِ وَبَانِي الدَّارِ
نِعْمَ الفتَى فِي كُلِّ مَعْنى شَائِقٍ … يَهْوَى عَلَى الإِعْلاَنِ وَالأَسْرَارِ
نَاهِيكِ بِالخُلُقِ الْكَرِيمِ تَزِيدُهُ … لُطْفاً شَمَائِلُ مِنْ كَرِيمِ نِجَارِ
مِنْ آل قَطَّانَ الأَمَاجِيدِ الأُلَى … هُمْ دَوْحَةٌ تَزكو عَلَى الأَزْهارِ
أَوْلَى الآنَامِ رِجَالُهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ … بِتَجِلَّةٍ وَأَحَقُّهُمْ بِفَخَارِ
يَا عَاقِدي هَذَا القِرَانَ وَاوَعِدِي … مَجْدَ الزَّمَانِ بِأَنْجَبِ الأَنْصَارِ
كُونَا سَعِيدَيْنِ الْحَيَاةِ وَاكْمِلاَ … سَعْدَ الحِمَى بِبَنِيكُمُا الأَبْرَارِ