ألقى الدجى الستر فقم طائفا – خليل مطران

ألقى الدجى الستر فقم طائفا … طواف سر في ضمير الدجى

مفتقداً في السير شطر الهدى … من خطتي مصر وشطر الهوى

لا شيء في تعليم قومٍ وفي … تقويمهم أبلغ مما ترى

مدينة أن تمس لم تحتجب … إلا بمقدار أترجو العلى

لو رقدت أوشكت أعداؤها … أن يبصروا أحلامها والرؤى

هذه ملاهيها وزيناتها … يعشى بها ناظرها إن رنا

أنوارها شبه جراح جرت … منها دماء المجد فوق الثرى

وهؤلاء الشيب والمرد من … أسواقها في شرها ملتقى

مواكب إن تمشي رقاصة … فهي جنازات مشت بالنهى

تخللتها من خليعاتها … صواحب شقت جيوب الحيا

تمر ترجيعات إنشادها … في مهجة العفة مر القنا

كادت صروف الجهل تودي بها … لولا أطباء كبارٌ الحجى

لولا أولو علم وفضل نجوا … بها نجاة من ينوب الردى

تجنبوا الخبث وشادوا لهم … مستعصمات في قصى الذرى

أي رائد الظلماء جاوز إلى … تلك المغاني من حصون الهدى

وطالع السهاد فيها لما … يحيى به القوم ويرقى الحمى

وقل لهم فخراً ومجداً لكم … يا خيرة الإبدال بين الملا

مهما تعاونوا فليكن حسبكم … إن المفدى سيد المفتدى

لكنه أقفر في حيكم … بيت لإنسان حكيم مضى

أقفر من ساهره مثلما … يخلو من الضوء منارٌ خبا

قضى حنين وانقضى جهده … في سبيل الخير فيا للأسى

عاش عليماً عاملاً نافعاً … حتى طواه حينه فانطوى

فلينعه الليل بصوت النقى … وليبكه الصبح بدمع الندى