ألا قف بالطلول ولو قليلا – أحمد فارس الشدياق
ألا قف بالطلول ولو قليلا … لا قضى عندها نذراً محيلا
اذالة مدمع قد صين دهرا … واي مصون لادهر ما اذيلا
اذا ليم امرؤ يبكي لذل … فليس يلام من يبكى الطلولا
نشيت لتربها ارجا دعاني … صريعا مثل من شرب الشمولا
هو الانسان انشى من تراب … قديما قبل انشآى تليلا
اسائل كل ما في الريع وجدا … وليس صدى به يروى غليلا
لان الريح قد نسجت عليه … رمال الدو عرضا ثم طولا
بللت ثراه بالدمع التياعا … وجسمي جف من حرق قحولا
صبرت على الفراق فعيل صبرى … وهذا العول اورثني العويلا
ولو غير النوى اثوى بلبى … لكن قريته الصبر الجميلا
اذا فكرت في ذا البين هانت … على مصائبي الاخرى قليلا
ترى اين انتوى الاحباب صبحا … احلوا الشعب ام حلوا السهولا
ايرجع عهد وصلهم فاكفى … سماع القائلين نووا رحيلا
وانعم باللقاء قرير عين … فلا القى الرقيب ولا العذولا
على اس الوفاء بنيت حبي … وطيدا لن يحول ولن يزولا
فهل من عالم بمصاب عل … وهل من راحم صبا عليلا
يؤرقني هديل الورق ليلا … كاني نادب معها هديلا
وما ادرى اذا ما الليل ولى … اياتي صبحه منه بديلا
كأن كراي في اخفاف عيسى … متى زالت لترحال ازيلا
كأن البيد صدري والثنايا … هواجسه قد اعتاصت سبيلا
كأن بها وحي السيروحي … الى بان اجاريها ذميلا
فاتبعها وما بي من حراك … فوادا حمل الشوق الثقيلا
رويدا يا مزجيها رويدا … فقد كلفتها امرا وبيلا
لها حق علينا ان تراعى … وتكرم حيثما كانت مقيلا
فهن الحاملات غدى هوانا … وهن البالغات بنا خليلا
هو البحر الخضم لوارديه … ولكن كان عذبا سلسبيلا
الم تر كيف يزخر بالقوافي … فيسكر من سلافتها العقولا
فتروى كل من امسى غليلا … وتشفى كل من اضحى عليلا
نبيل خصاله يسبيك بهرا … وينسيك النبيلة والنبيلا
تلاقى منه قيلا جل قيلا … وتلفى منه نيلا هل نيلا
متى يخطب تخل ملكا جميلا … وفوق اركية ملكا جليلا
رحيب الصدر يحوى كل علم … وان ملأت مسائله السهولا
بديهته المجلى والمصلى … روية من تخال له سويلا
اذا ما رام غايته مبار … فقل قد جاء امرا مستحيلا
اجل مقامه عن مثل نظمي … ولولا حلمه عفت المقولا
لقد حبست مهابته الساني … زمانا فيه آثرت الخمولا
فكنت اخالني فيه بعيما … وفكري خام عن معنى كليلا
لان تكافو الامثال عندي … من الفرض الذي لن يستحيلا
فكنت اود لو اهديه نظما … يكون لنظمه الهادي عديلا
فعز على واستعصى ودابي … مجافاة المباعد او يميلا
اما والله اني اخجلتني … مكارمه وسامتني ذهولا
ابيت مفكرا فيها واضحى … بها متغزلا غزلا طويلا
فليت العذر مني عن قصوري … يصادف عند سدته قبولا
كلا طمعي وجدواه عظيم … واحسب ذا على عفوي دليلا
اذا ما عزمني ارضاء دهري … تخذت له مدائحه وسيلا
كفاني مدح علية مصر فضلا … فصار مزيد غيرهم فضولا
تجاروا في الفصاحة والمعاني … فكلهم استبان بها اصيلا
دواجن طبعهم شرد القوافي … وكاثرنا اقلهم مقولا
كذلك حظ بعض الناس نزر … وبعضهم حوى حظا جزيلا