ألا زارتْ وأهلُ منى ً هجودُ – جرير

ألا زارتْ وأهلُ منى ً هجودُ … وَلَيْتَ خَيَالَهَا بِمِنى يَعُودُ

حصانٌ لا المريبُ لها خدينِ … وَلا تُفْشِي الحَديثَ وَلا تَرُودُ

وَتحسُدُ أنْ نَزُورَكُمُ وَنَرْضى … بدُونِ البَذْلِ لَوْ عَلِمَ الحَسودُ

أسَاءلْتَ الوَحيدَ وَدْمِنَتيْهِ … فمالكَ لا يُكلّمُكَ الوَحيدُ

أخَالِدَ قَدْ علِقتُكِ بَعدَ هِندٍ … فَبَلّتْني الخَوَالِدُ وَالهُنِودُ

فلا بخلٌ فيؤيسُ منكِ بخلٌ … و لا جودٌ فينفعِ منكِ جودٍ

شَكَوْنا ما عَلِمتِ فَمَا أوَيْتمْ … وَبَاعَدْنَا فَمَا نَفَعَ الصُّدُودُ

حَسِبْتَ مَنَازِلاً بجِمَادِ رَهْبى َ … كَعَهْدِكَ بَل تَغَيَّرَتِ العُهُودُ

فكَيفَ رَأيْتَ مِنْ عُثْمانَ داراً … يشبُّ لها بواقصة َ الوقودِ

فأنْشِدْ يا فَرَزْدَقُ غَيرَ عَالٍ … فَقَبْلَ اليَوْمِ جَدّعكَ النّشيدُ

خرَجتَ منَ المَدينَة ِ غَيرَ عَفٍّ … و قامَ عليكَ بالحرمِ الشهود

تحبكَ يومَ عيدهمُ النصارى … وَتَيْماً، قُلْتَ أيّهُمُ العَبِيدُ

فانْ ترجمْ فقدْ وجبتْ حدودٌ … وَحَلّ عَلَيكٍ ما لقيَتْ ثَمُودُ

تَتَبّعُ مَنْ عِلمْتَ لَهُ مَتَاعاً … كَمَا تُعْطى َ للِعْبَتِها القُرُودُ

أبِالكِيرَينَ تَعْدِلُ ملْجَمَاتٍ، … عَلَيْهِنّ الرّحائِلُ وَاللُّبُودُ

رجعنَ بهانئٍ وأصبنْ بشراً … وَبِسْطاماً يَعَضّ بهِ الحَديدُ

و أحمينا الأيادَ وقلتيهِ … و قدْ عرفتْ سنابكهنَّ أود

و سارَ الحوفزانَ وكانَ يسمو … وَأبْجَرُ لا ألَفُّ وَلا بَلِيدُ

فَصَبّحَهُمْ بأسْفَلِ ذي طُلُوحٍ … قوافلَ ما تذالُ وما ترود

يُبَارِينَ الشَّبَا، وَتَزُورُ لَيْلى … جُبَيراً، وِهيَ ناجِيَة ٌ مَعُودُ

فوارسي الذينَ لقوا بحيرا … و ذادوا الخيلَ يومَ دعا يزيد

تردينا المحاملَ قدْ علمتمْ … بذي نجبٍ وكسوتنا الحديد

فقربْ للفياشِ مجاشعياً … إذا ما فاشَ وانتفخَ الوريد

فَمَا مَنَعُوا الثّغُورَ كَمَا منَعنَا … وَلا ذادُوا الخَميسَ كمَا نَذُودُ

أجِيرَان الزّبَيرِ غَرَرْتُمُوهُ، … كَأنّكُمُ الدّلادِلُ وَالقُهُودُ

فَلَيْسَ بصابَرٍ لَكُمُ وَقِيطٌ، … كما صبرتْ لسوأتكمْ زورد

لَقَدْ أخْزَى الفَرَزْدَقُ رَهطَ لَيلى … و تيماً قدْ أقادهمُ مقيد

قرنتُ الظالمينَ بمرمريسٍ … يذلُّ لهُ العفارية ُ المريد

فلوْ كانَ الخلودُ لفضلِ قومٍ … عَلى قَوْمٍ لَكانَ لَنا الخُلُودُ

خصيتُ مجاشعاً وجدعتُ تيماً … و عندي فاعلموا لهمُ مزيدُ

وَقالَ النّاسُ: ضَلّ ضَلالُ تَيمُ … ألَمْ يَكُ فيهِمُ رَجُلٌ رَشِيدُ

تَبَيّنْ أينَ تَكْدَحُ يا اينَ تَيْمٍ، … فَقَبْلَكَ أحْرَزَ الخَطَرَ المُجِيدُ

أترجو الصائداتِ بغاثُ تيمٍ … وَمَا تَحمي البُغاثُ وَلا تَصِيدُ

لَقِيتَ لَنَا بَوَازِيَ ضارِيَاتٍ، … وَطَيْرُكَ في مَجاثِمِهَا لُبُودُ

أتَيْمٌ تَجْعَلُونَ إليّ نِدّاً … وَهَلْ تَيْمٌ لِذي حَسَبٍ نَديدُ

أبُونَا مَالِكٌ، وَأبُوكَ تَيْمٌ، … فهلْ تيمٌ لذي حسبٍ نديد

وَلُؤمُ التّيْمِ ما اختَلَفَا جَدِيدُ … مغداة ُ المباركة ُ الولود

أنا ابنُ الأكرمينَ تنجبتني … قرومٌ بينَ زيدِ مناة َ صيد

أرامي منْ رموا ويحولُ دوني … مجنٌ منْ صفاتهمُ صلود

أزيدَ مناة َ توعدُ يا ابنَ تيمٍ … تَبَيّنْ أينَ تَاهَ بِكَ الوَعِيدُ

أتوعدنا وتمنعُ ما أردنا … وَنَأخُذُ مِنْ وَرَائِكَ مَا نُرِيدُ

وَيُقْضى َ الأمْرُ حينَ تَغيبُ تَيْمٌ … وَلا يُسْتَأمَرُونَ وَهُمْ شُهُودُ

وَلا حَسَبٌ فَخَرْتَ بهِ كَريمٌ، … وَلا جدٌّ إذا ازْدَحَمَ الجُدُودُ

لِئَامُ العالَمِينَ كِرَامُ تَيْمٍ، … و سيدهمُ وإنْ رغموا مسود

وَإنّكَ لَوْ لَقِيتَ عَبيدَ تَيْمٍ … و تيماً قلتَ ما اختلفا جديدُ

بخبث البذرِ ينبتُ حرثُ تيمٍ … فما طابَ النّبَاتُ وَلا الحَصِيدُ

نَهى َ التّيْميَّ عُتْبَة ُ وَالمثَنّى ، … فلا سعدٌ أبوهُ ولا سعيدُ

و ما لكمُ الفوارسُ يا ابنَ تيمٍ … وَلا المُستَأذَنُونَ وَلا الوُفُودُ

أهانكَ بالمدينة ِ يا ابنَ تيمٍ … أبو حفصٍ وجدعك الوليد

و إنَّ الحاكمينَ لغيرُ تيمٍ … و فينا العزُّ والحسبُ التليدُ

وَإنّ التّيْمَ قَدْ خَبُثُوا وَقَلّوا، … فَما طابوا وَلا كَثُرَ العَدِيدُ

ثَلاثُ عَجَائزٍ لَهُمُ وَكَلْبٌ، … وَأشيَاخٌ عَلى ثُلَلٍ قُعُودُ

أترجو أنْ تسابقَ سعيَ قومٍ … هُمُ سَبَقُوا أبَاكَ وَهُمْ قُعُودِ

فَقَدْ سَلَبتْ عَصَاكَ بَنُو تَميمٍ … فما تدري بأيَّ عصاً تذود

إذا تيمٌ ثوتْ بصعيدِ أرضٍ … بكى منْ خبثُ ريحهمُ الصعيد

فما تقرى وتنزلُ با ابنَ تيمٍ … و عادة َ لؤمِ قومكَ تستعيد

شددتَ الوطءَ فوقَ رقابِ تيمٍ … على مضضٍ فقدْ ضرعَ الخدودُ

… وَقالا سَوْفَ تَبهرُك الصَّعُودُ

أتَيْمٌ تَجْعَلُونَ إلى تَمِيمٍ، … بعيدٌ فضلُ بينهما بعيدُ

كَسَاكَ اللّؤمُ لُؤمُ أبِيكَ تَيْمٍ … سَرَابِيلاً، بَنَائِقُهُنّ سُودُ

قدرنَ عليهمُ وخلقنَ منهمْ … فما يبلينَ ما بقى الجلودُ

وَمُقْرِفَة ِ اللّهَازِمِ مِنْ عِقَالٍ، … مُؤرِّثُهَا جُبَيرٌ أوْ لَبِيدُ

يرى الأعداءُ دوني منْ تميمٍ … هزبراً لا تقاربهُ الأسود

لَعَمْرُ أبِيكَ ما سَنَحَتْ لِتَيْمٍ … أيامنُ يزدجرنَ ولا سعودُ

وَضَعْتُ مَوَاسماً بأُنوفِ تَيْمٍ، … و قدْ جدعتُ أنفَ منْ أريدُ

نُقارِعُهُمْ وَتَسْألُ بِنْتُ تَيْمٍ: … أرَخْفٌ زُبْدُ أيْسَرَ أمْ نَهِيدُ

فذاكَ ولا ترمزُ قينِ ليلى … على كيرٍ يثقبُ فيهِ عود

كَسَاكَ الحَنْطَبيُّ كِساء صُوفٍ … ومِرْعِزّى فَأنْتَ بِهِ تَغِيدُ

و شدادٌ كساكَ كساءَ لؤمٍ … فأما المخزياتُ فلا تبيدُ

إذا ما قربَ الشهداءُ يوماً … فما للتيمِ يومئذٍ شهيدُ

غَشُوا نَارِي فقُلْتُ: هَوَانَ تَيم … تَصَلّوْهَا فَقَدْ حَمِيَ الوَقُودُ

وَفَدْنَا حِينَ أُغْلِقَ دُونَ تَيْمٍ … شَبَا الأبْوَابِ وَانقطَعَ الوُفُودُ

و قدنا كلَّ أجردَ أعوجيٍ … تُعارِضُهُ عُذَافِرَة ٌ وَرُودُ

كما يختبُّ معتدلٌ مطاهُ … إلى وشلٍ بذي الردهاتِ سيد