أقول وفي فوادي السر ينمو – أحمد فارس الشدياق
أقول وفي فوادي السر ينمو … ودمعي منه لا للحزن ساكب
إذا صبر المصاب على بلاء … غدت بلواه اجرا في العواقب
على أن لم يكن ما بين يأسي … وآمالي سوى ميقات قارب
فولى ذو الشماتة عن يميني … وعن يسراي ذو الحسد المراقب
وعدت إلى الجوائب عود صاد … إلى الماء الزلال من السباسب
فقلت لنفسي ابتهجي بداب … وجد ليس غير الجد صاحب
فقالت بل سروري في ثناي … على الصدر المعظم ذي المواهب
فؤاد الدولة العليا المفدى … يد للملك يمنى والمراتب
فلولاه لجاب اليأس بيني … وبين جوائبي من كل جانب
ولولاه لما ساوت يراع … تدر بها البلاغة عود حاطب
هو الآسى الذي ما كان داء … ليعضله من الخطط النوائب
فاشكره على ان قد شفاني … بشا في فضله ما ذرّ ثاقب
وهل محيي سواد الشام يعيي … باحياي بتسويد الجوائب
لو ان الناس كلهم نحوه … لما الفيت منهم قط خائب
وبين البشر والايناس منه … بشائر عندها تقع المآرب
وبين الاحمدين وبين صبحي … كمال تزهوا عن ذام عائب
درارئ دولة سمكت مباني … مفاخرها على اسنى المناقب
سرت ذكرى محامدها وطارت … الى افق المشارق والمغارب
يصيب نوالها دان وقاص … وتحمدها الاباعد والاجانب
ولما جددت منها العطايا … دوارس ذي الرغائب والغرائب
دعوت لها وذاك على فرض … وارخت انقضى درس الجوائب