أعذار واهية – أحمد مطر

أيُّها الكاتِبُ ذو الكفّ النظيفَةْ

لا تُسوِّدْها بتبيضِ مجلاّتِ الخَليفةْ

أينَ أمضي

وهوَ في حوزَتِهِ كُلُّ صحيفَةْ ؟

إمضِ للحائِطِ

واكتُبْ بالطّباشيرِ وبالفَحمِ

وهلْ تُشبِعُني هذي الوظيفَةْ ؟

أنا مُضطَرٌّ لأنْ آكُلَ خُبزَاً

واصِلِ الصّومَ ولا تُفطِرْ بجيفَهْ

أنا إنسانٌ وأحتاجُ إلى كسبِ رغيفي

ليسَ بالإنسانِ

مَن يكسِبُ بالقتلِ رغيفَهْ

قاتِلٌ من يتقوّى بِرغيفٍ

قُصَّ من جِلْدِ الجماهيرِ الضّعيفةْ

كُلُّ حَرفٍ في مجلاّت الخَليفَةْ

ليسَ إلاّ خِنجراً يفتحُ جُرحاً

يدفعُ الشّعبُ نزيفَهْ

لا تُقيّدني بأسلاكِ الشّعاراتِ السخيفَةْ

أنا لم أمدَحْ ولَمْ أردح

ولمْ تنقُدْ ولم تقْدَحْ

ولمْ تكشِفْ ولم تشرَحْ

حصاةٌ عَلِقتْ في فتحةِ المَجْرى

وقَدْ كانتْ قذيفَةْ

أكلُ عيشٍ

لمْ يمُتْ حُرٌّ مِنَ الجوعِ

ولمْ تأخذْهُ إلاّ

مِنْ حياةِ العبدِ خيفَةْ

لا ولا مِن موضِعِ الأقذارِ

يسترزِقُ ذو الكفِّ النّظيفَةْ

أكلُ عيشٍ

كسبُ قوتٍ

إنّهُ العذْرُ الذي تعلِكُةُ المومِسُ

لو قيلَ لها : كوني شريفَهْ