أثنتْ عليك بأسرها الدولُ – حيدر بن سليمان الحلي
أثنتْ عليك بأسرها الدولُ … وتشوقتكَ الأعصرُ الأولُ
وأعدتَ للأيام جدَّتها … فاليوم عمر الدهر مقتبل
وأرى الممالك يا ابن بِجدتها … لكَ شكرُها كنداك متصل
أوسعتها وفضلتها كرماً … عنه يضيق السهلُ والجبل
وسبرتَ غور زمانها فغدا … لا جرحَ إلا وهو مندمل
ما في الحياة لخالعٍ أملٌ … أنتَ الحمامُ وسيفك الأجل
مَن ذا يردُّ لعزمتيكَ شباً … وشباكَ يقطع قبلَ ما يصل
إن تنتعلْ قممَ الملوك فقد … توجتهم بالفخر لو عقلوا
وطأتْ لك الدنيا بأخمصها … هممٌ بساطُ نعالها القلل
ولئن أقمتَ بحيث أنت وقد … أمنت بك الأقطار والسبل
فالأرض حيث تجوسها بلدٌ … والناس حيث تسوسها رجل
وإذا الصواهل أرعدتْ وعلى … برق الصوارم أمطر الأسلُ
وعلتْ رياح الموت خافقة ً … بأجش قسطه لها زجل
خضتَ السيوفَ وكلُها لجِجٌ … تحت الرماح وكلُها ظلل
وجنيتَ عزَّ الملك محتكماً … من حيث تنبت في الكلى الذُبل
ولديكَ آراءٌ مثقفة ٌ … ما مسها كمثقفٍ خطل
فإذا طعنتَ بها العدى وصلتْ … منهم لحيث السمرُ لا تصل
وعزائمٌ كالشهب ثاقبة ٌ … في كل ناحية ٍ لها شعل
قلْ للقبائل لا نعدُّكم … جمعَ القبائل كلها رجل
أسدٌ قلوبُ عداه من فرقِ … ذهلٌ ونابلُ فكره ثعل
فاطرحْ أحاديثَ الكرم له … فيه لكلِ منهم مثل
واتركْ تفاصيلَ الملوك فقد … أغنتكَ عنها هذه الجمل
يا ابن الوزارة أنت أوحدُها … لا راعها بفراقك الثكل
ومَن ادّعى للعين ليس سوى … انسانها ابنٌ تشهدُ المقل
فأقم وبدرُك كاملٌ أبداً … والبدر منتقصٌ ومكتمل
في دولة ٍ صلحتْ وزارتها … لكَ فهي تحسدُها بك الدول