يَدُ الأَمِيرِ وَقَدْ أَوْلاَكَ نِعْمَتَهُ – خليل مطران

يَدُ الأَمِيرِ وَقَدْ أَوْلاَكَ نِعْمَتَهُ … عِنْدَ الفَضَائِلِ وَالأَخْلاَقِ وَالأَدَبِ

زَكَّى لَدَى الْخَافِقَيْنِ العَارِفَيْنِ بِهِ … مَكَانَ فَضْلِكَ بَيْنَ الْجِلَّةِ النُّخَبِ

وَكَانَ َأجْمَلَ مِصْدَاقٍ لِحَمْدِهَما … إِيَّاكَ مَا نِلْتَ مِنْ مُمْتَازَةِ الرُّتَبِ

يَا سَاهِرَ اللَّيْلِ وَالْمِشْكَاةُ في يَدِهِ … مُسْتَطْلِعاً مَا انْطَوَى في ظُلْمَةِ الْحِقَبِ

يَظَلُّ يَرْجِعُ َأدْرَاجَ العُصُورِ إلى أَقْ … صَى الدُّهُورِ وَيُنْضِي مُسْبَلَ الْحُجُبِ

يَجْلُو لَنَا مَا تَوَارَى مِنْ مَفَاخِرِنَا … ويَجْمَعُ المَجْدَ أَشْتَاتَاً مِنَ الكُتُبِ

فِي كُلِّ عَامٍ لَهُ بَحْثٌ يُجَدِّدُهُ … مُقَوَّماً في قِوَامٍ غَيْرِ مُضْطَرِبِ

يُعِيدُ عَهْداً قَدِيماً مَنْ تَصَفَّحَهُ … رَأَى الْبَعِيدَ مِنَ الأَحْدَاثِ عَنْ كَثَبِ

وَيُوشِكُ المَرْءُ إِذْ يَتْلُو صَحَائِفَهُ … أَنْ يُبْصِرَ الْغَيْبَ حَيّاً غَيْرَ مُنْتَقِبِ

ويَعْرِفُ الْحَالَ مِمَّا قَبلَهُ فَيَرَى … لِكُلِّ طَارِئَةٍ عُوْداً إلى سَبَبِ

أَحْسَنْتَ أَحْسَنْتَ يَا أُسْتَاذَ كُلِّ فُتىً … عَفِّ السُّهَادِ شَرِيفَ الْهَمِّ وَالطَّلَبِ

عَلَّمْتَنَا كَيْفَ تَكْفِي المَرْءَ هَمَّتُهُ … لِيَبْلُغَ الْغَايَةَ الْعُلْيَا مِنَ الأَدَبِ

جَدَّدْتَ قِسْماً مِنَ التَّارِيخَ دَارِسَةً … آثَارُهُ في بِنَاءِ جَامِعٍ عَجَبِ

مُتَمَّمٍ يَمْلأُ الأَلْبَابَ رَوْنَقُه … ثَبْتِ الأَسَاسِ لَهُ تَاجٌ مِنَ الشُّهُبِ

وَافِي الْجَلاَلَةِ إِلاَّ أَنْ يَرَى هَنَةً … فِي بَعْضِ أَجْزَائِهِ تَعْنِيتُ مُرْتَقِبِ

لاً حُسْنَ يَسْلَمُ مِنْ نَقْصٍ وَأَحْسَبَهُ … إِنْ فَاتَهُ النَّقْصَ لَمْ يَجْمُلْ وَلَمْ يَطِبِ

هَلْ بَعْدَ رَائِعَةِ الأَهْرَامِ رَائِعَةٌ … فَمَنْ يَعِبْهَا لِبَعْضِ الشَّيْءِ فَلْيَعِبِ

هَذَا الَّذِي لَمْ يَجِئْهُ سَابِقُوكَ فَكُنْ … رَغْمَ الزَّمَانِ أَبَا التَّارِيخِ في الْعَرَبِ