يَا مَنْ نَأَى عَنِّي – خليل مطران

يَا مَنْ نَأَى عَنِّي … وَكَانَ أَجَلَّ أَخْوَانِي وَصَحْبِي

وَجَزَعْتُ حِينَ فُجِعْتُ فِيهِ … أَنْ تَقَدَّمَ وَهْوَ تِرْبِي

فَاَقَمْتُ مُحْتَسَباً بِذِكْرَاهُ … وَمَا الذِّكْرَى بِحَسْبِي

الْيَومَ عَادَ بِنَا الزَّمَانُ … إِلَى مُلاَزَمَةٍ وَقُرْبِ

فِي صُورَتَيْنِ تُجَدِّدَانِ … حَيَاتَنَا جَنْبَاً لِجَنْبِ

يَا مَنْ يُقَلِّبُ فِيهِمَا … نَظَرَاتِهِ لاَ تَحْفِلَنْ بِي

هَذَا أَمِيرُ الشِّعْرِ وَالشُّعَرَاءِ … مِنْ عَجَمٍ وَعُرْبِ

هَذَا الَّذِي نَظَمَ الرِّوَائِعَ لِلْنُّ … هَى مِنْ كُلِّ ضَرْبِ

هَذَا الَّذِي آثَارُهُ … مَسْطُورَةٌ فِي كُلِّ لُبِّ

وَهْوَ الَّذِي بِبَيَانِهِ … يَهْدِي وَبِالإِيقَاعِ يَصْبِي

لَمْ يَدْعُ دَاعٍ لَمْ يَجِبْهُ … ذَلِكَ الْوَحْيُ المُلَبِّي

فَهُوَ المُنَادِمُ وَالمُفَاكِهِ … وَالمُعَلِّمُ وَالمُرَبِّي

تِمْثَالُهُ مِنْ مَعْدَنٍ … وَمِثَالُهُ فِي كُلِّ قَلْبِ

للهِ دَارُ هِدَايَةٍ … هِيَ دَارُ تَمْثِيلٍ وَلِعْبِ

كَمْ أَخْرَجَتْ حَكَماً … مِنَ اللَّهْوِ الْبَرِيءِ المُسْتَحَبِّ

نَزَلَتْ عَبَاقِرَةُ النُّهَى … مِنْهَا عَلَى سِعَةٍ وَرَحْبِ

وَلَقَوْا الإِثَابَةَ مِنْ وَفَاءِ حُ … كُومَةٍ وَثَنَاءِ شَعْبِ

فَارُوقُ يَا زَيْنَ المُلُوكِ … الصِّيدِ فِي شَرْقٍ وَغَرْبِ

وَأَجَلَّ رَاعٍ لِلْعُلُومِ … وَلِلْفُنُونِ رَعَاكَ رَبِّي

وَأطَالَ عُمْرَكَ بَيْنَ إِجْلاَلٍ … تُحَاطُ بِهِ وَحُبِّ