يَا مَنْ لَهُ أَوْفَى مُدَوَّنَةٍ – خليل مطران

يَا مَنْ لَهُ أَوْفَى مُدَوَّنَةٍ … فِي الثوْرَةِ العَرَبِيَّةِ الكُبْرَى

أَثْبَتَ فِي ذِكْرَى وَقَائِعِهَا … مَا تَقْتَضِيكَ أَمَانةُ الذِّكرَى

تُبْدِي حَقَائِقَها فَحَيْثُ جَرَى … مِنكَ المِدَادُ جَلاَ لَنَا فَجْرَا

وَأَنَارَ كُلَّ خَفِيَّةٍ عَشِيَتْ … عَنْهَا الظنُونُ فَلَمْ يَذَرْ سِرَّا

تَارِيخُ قَوْمٍ جَارَ دَهْرهمْ … فِيمَا اسْتَبَاحَ فحَاكمُوا الدَّهْرَا

وَشرَوْا لآِجِلِهَا مَوَاطِنِهُمْ … بِأَعَزِّ أَثمَانٍ بِهَا تُشرَى

فثأَرْتَ لِلقتلى بِصَوْنِهِمْ … مِنْ أَنْ يُضَيعَ مَجْدُهمْ هَدْرَا

وَجَلَوْتَ فِي أَبْهَى تأَلُّقِهَا … أَقْمَارَ ذَاك العَهْدِ وَالزهْرَا

سِفْرٌ جَلِيلٌ مَنْ يُطاِلعُهُ … لا يَنْثَنِي أَو يُنْجِزَ السِّفْرَا

تجْرِي حَوَادِثُهُ بِأَعْيُنِهِ … وَيَرَى الشُّخوصَ وَإِنَّمَا يَقْرَا

وَتُفِيدُهُ آدَابُهُ أَدَبَاً … وَتزِيدُهُ أَخْبَارُهُ خُبْرَا

يَا مُحْتَفِينَ بِفاضِلٍ قَمِنٍ … أَنْ توسِعُوهُ لِفَضْلِهِ شُكْرَا

إِنْ تَسْأَلوا النُّخَبَ الْكِرَامَ بِهِ … عدُّوهُ بَيْنَ أَجَلِّهِمْ قدْرَا

عِلْمٌ وَتَحْقِيقٌ يَقِلُّ بِهِ … شَرْوَاهُ فِيمَنْ جَدَّ وَاسْتَقْرَا

وَيَرَاعَةٌ تُلْقِي مُجَاجَتهَا … شهْداً فَيُحْدِثُ فِي النُّهَى سُكْرَا

وَخَلاَئٍقٌ غُرٌّ تُنَافِسُهَا … فِي الْحُسْنِ مِنْهُ مَنَاقِبٌ تَتْرَى

إِنْ تعْنَ مِصْرُ بِشَأْنِهِ وَلَهَا … فِي السَّبْقِ عَادَاتٌ وَمَا أَحْرَى

فَجَمِيعُ أَمْصَارِ الْعُرُوبَةِ فِي … إِكْرَامِهِ قَدْ شَارَكَتْ مِصْرا